سنتذكر دائما ٢٠٢٠ بأنه العام الذي غير فيه الوباء العالمي كل خططنا. وبالرغم من أننا اضطررنا لإلغاء المعسكرات التدريبية، الرحلات، وورش العمل، إلا أنه كان عامًا مثمرًا. وبواسطة الأرقام فقط يمكننا تحديد مدى إنتاجية ٢٠٢٠، فقد تمكننا من تدريب ١٤٩٣ متدرب على الحوار ومبادئه من خلال دوائر وورش عمل حوارية. واستطعنا أيضًا إعطاء الفرصة ل ٢٦ سفير جديد للانضمام إلى فريقنا. كما قمنا بتطوير دليلا الكترونيًا لتيسير الحوار بالإضافة إلى تحديث كتيب الحوار الخاص بنا. ونستعرض في ما يلي أهم فعاليات هذا العام:
الحوار عبر الانترنت: التأقلم مع الوضع الطبيعي الجديد
بالرغم من أن العديد من المؤسسات الكبيرة اتخذت قرارًا بإيقاف أنشطتها بسبب الوباء الذي فاجأ العالم، إلا أن سفراء الحوار استطاعوا التأقلم على الوضع الجديد سريعاً، وذلك بإيجاد طرق بديلة لاستئناف كل الأنشطة المتوقفة من خلال تهيئة ورش العمل الحوارية لتناسب الحياة الافتراضية الجديدة. وبالطبع مثّل هذا تحديًا كبيرًا في البداية ولكنه مع الوقت أصبح أكثر سهولة وخصوصًا بعد تطوير كتيب التيسير الإلكتروني.
وفيما بين التأقلم مع الوضع الجديد والرغبة في الحفاظ على سلامة الجميع، وجد مشروع سفراء الحوار أن الجميع في ظل الازمة يفتقد للأنشطة الاجتماعية ويرغبون في الشعور بالتواصل حتى اذا كان بشكل افتراضي. كما يبحثون طوال الوقت عن الفرصة للتعبير عن مشاعرهم واكتشاف المزيد عن أنفسهم داخل مساحة آمنة. ولهذا تم انشاء مجتمع غني ومتنوع عبر الانترنت لتلبية تلك الحاجة بحضور ورش عمل ودوائر حوارية مفتوحة.
سفراء جدد ينضمون إلى فريقنا
كل عام يقوم فريق سفراء الحوار في مصر بفتح باب التقديم للشباب المهتم بالانضمام للفريق القومي، وذلك بهدف تعزيز شبكة المتطوعين وبالتالي التمكن من دمج الحوار داخل كيانات متعددة والوصول إلى أماكن أكثر في جميع محافظات مصر.
في عام ٢٠٢٠، قبل مشروع سفراء الحوار٣٨ سفيرًا جديدًا من خلفيات وخبرات متنوعة، الأمر الذي اعطى الفرصة لوجود وجهات نظر متنوعة وأفكار خصبة.
جاء الفريق الجديد من مرجعيات مختلفة، وبالرغم من أن الاختلافات بينهم كانت تصل للتناقض التام في بعض الأحيان، إلا أن الحوار فقط هو من استطاع جمعهم. في البداية كانت المقابلات بينهم بشكل افتراضي ثم تقابلوا وجهًا لوجه في المعسكر التدريبي. وهناك تعلم الفريق الجديد كيفية استضافة مجالات حوارية لتمكنهم من نشر ثقافة الحوار أينما ذهبوا.
اعرف المزيد عن مدربي الفريق القومي هنا
اعرف المزيد عن التدريب القومي لعام ٢٠٢٠ هنا
برنامج المعمل الابداعي
يهتم مشروع سفراء الحوار دائمًا بدعم الميسرين وتزويدهم بالتدريبات المختلفة بناءًا على احتياجاتهم، وذلك لتحسين مهاراتهم الحوارية. فمنذ نهاية عام ٢٠١٨، يتم التحضير لإطلاق برنامج المعمل الابداعي، وأخيرًا في عام ٢٠٢٠، أُطلق البرنامج بالشراكة مع فريق مرتجل متحديًا كل معوقات الإغلاق العام ولهذا يعتبر فريق سفراء الحوار هذا البرنامج ثمرة كوفيد ١٩.
المعمل الابداعي هو برنامج تدريبي طويل يهدف لخلق أنشطة حوارية جديدة بالإضافة لتطوير الأنشطة الحالية. حضر ١٤ سفير البرنامج في ٢٠٢٠، والذي بدوره أثمر عن ١٢ نشاط جديد لتحسين المهارات الحوارية. وطورت واختبرت تلك الأنشطة الجديدة وروجعت من قبل سفراء الحوار وضُمنت في النسخة المحدثة من كتيب الحوار باللغة العربية.
تعرف على المزيد عن المعمل الابداعي في هذا الفيديو
اعرف المزيد عن مدربي المعمل الابداعي هنا
دوائر وورش عمل الحوار الإقليمية
بالرغم من التأثير السلبي لكوفيد١٩ على جميع الأصعدة، الا ان كان له جانب إيجابي وهو منح عنصر الانترنت لورش العمل والذي ساعد في الحفاظ علـى رغبة الفريق في إجراء الأنشطة الحوارية، وبدوره مكّن السفراء من مصر، الأردن، وتونس من الاجتماع واللقاء افتراضيّا عدة مرات رغم الوباء وحواجز الانتقال.
نظم فريق سفراء حوار في مصر دائرتين اقليميتين، الأولى كانت بعنوان “كيف نتعامل مع الإغلاق في دولتنا؟”. وشارك فيها ٣٢ من سفراء الحوار حيث تبادلوا أفكارهم ومشاعرهم. والدائرة الثانية كانت تتناول موضوع العنف القائم على النوع الاجتماعي وحضرها ٢٥ من سفراء الحوار. وهكذا قد هيأ الانترنت الفرصة ليتلاقى أعضاء الفريق من كافة الدول.
وفي مارس ٢٠٢٠ أُضيف مكوّن إقليمي آخر للعمل، فبعدما نظم مشروع سفراء الحوار تدريبه الإقليمي في الأردن والذي شارك به منظمات متنوعة من الوطن العربي تلقى فريق سفراء الحوار في مصر العديد من الطلبات من المنظمات المشاركة التي تحتاج إلى دعم في دمج الحوار، ليس فقط في بيئة العمل بل وأيضا لتيسير ورش عمل للجهات المستفيدة منهم. وهكذا تمكن فريق سفراء الحوار في مصر من مد نطاق عمله إقليميًا وتقديم ورش عمل مختلفة تناسب احتياجات العديد من المنظمات العربية.
دوائر الحوار المفتوحة النصف شهرية
وجد فريق سفراء الحوار أن ٢٠٢٠ هي أكثر الاوقات المناسبة لفتح الباب للمشاركات الخارجية في الدوائر الحوارية، والعمل على الوصول لفئات جديدة لم يتسنى لها حضور أي فعاليات مع سفراء الحوار بعد. فقد نفذ فريق سفراء الحوار في مصر خلال العام ٢١ دائرة حوارية مفتوحة متاحة لأي شخص يرغب في الحضور، شارك في هذه الدوائر ٢٧٥ شخصًا، وجدوا في ظل الاغلاق أنها فرصة للدخول في حوار حول موضوعات تهمهم ومقابلة أشخاص جدد بشكل افتراضي. الهدف الأساسي لهذه الدوائر هو إعطاء الفرصة للمشاركين للتعبير عن أنفسهم في مجال آمن وصحي، والاستماع إلى الآخرين ورؤية الموضوعات من وجهات نظر مختلفة.
المدونة الصوتية
الهدف الأساسي من التدوين الصوتي كان تدشين منصة تمكن السفراء من التحدث عما يدور في عقولهم، التعبير عن أنفسهم، ومشاركة تجاربهم الحوارية وكيف يساعدهم الحوار في حياتهم اليومية. وأطلق الفريق عليها اسم “ديالوكاست” نسبة للحوار. الخطة الأولية للمدونة كانت تقديم الحلقات بشكل حواري عن طريق استضافة الضيوف ولكن بعد كوقيد ١٩، قرر الفريق الاستمرار في التنفيذ ولكن بشكل افتراضي والتسجيل مع الضيوف باستخدام تطبيق زووم. وتناولت الحلقة الأولى كيف يؤثر الحجر المنزلي على حياة من أُجريت معهم المقابلة.
استمع إلى حلقات ديالوكاست هنا
اقرأ المزيد عن سفراء الحوار هنا