الآن بدأ مفهومنا عن الأزياء يتغير؛ فلم تعد الأزياء تتعلق بحسن المظهر فحسب، بل صارت تتعلق أيضًا بالوعي البيئي والأخلاقي ومعرفة طريقة تصنيعها، ومن أين تأتي، وتأثيرها على بيئتنا. وستكون هذه هي النقطة المحورية لبوابة ديدي الخضراء 2022.
بقلم/ أجنيتا فلايجر
هل اقتنيت يومًا سترةً أو فستانًا ورثته من أحد والديك، لكنه متميزٌ في كامل هيئته وبلا ثقوب ولا حتى أدنى تغيّر في لونه وبأزرار سليمة وكاملة؟ ربما قلت في نفسك: كم استطاع أبواي أن يعتنيا بملابسهما لعقود. لكن هل هذه هي الحقيقة؟ أم أن الثوب نفسه كان مختلفًا تمامًا عن تلك الأزياء التي تجدها اليوم في سلسلة متاجر الملابس؟
الحقيقة هي أن الرونق والتألق المرتبطين بصناعة الأزياء يتحققان بثمن باهظ، ليس بالمعنى الحرفي للكلمة فحسب. في الواقع، صناعة الأزياء هي واحدة من أكثر الصناعات المتسببة في انبعاثات الكربون السنوية على مستوى العالم، إذ تتسبب في ما يقرب من 8- 10% من انبعاثات الكربون العالمية، في حين تتسبب مياه الصرف العالمية في حوالي 20%. بينما يُعتبر الطيران واحدًا من أكبر “المذنبين في حق المناخ” كما يُعتقد على نطاق واسع، وتجدر الإشارة إلى أن صناعة الأزياء تستهلك بالفعل طاقة أكبر من تلك التي يستهلكها الطيران والشحن مجتمعين.
يضع ذلك صناعة الأزياء ضمن قائمة المساهمين الرئيسيين في أزمة المناخ سريعة التفاقم التي نواجهها حاليًا ولم تكن ملحوظة لفترة طويلة. ومن الجدير بالذكر أن معالجة المشاكل البيئية والأخلاقية المتعلقة بصناعة الأزياء ليست بالتحدي الصغير، إذ إنها تتألف من عدة جهات فاعلة تشكل واحدة من أطول السلاسل الصناعية وأكثرها تعقيدًا وتشمل الزراعة وإنتاج الألياف الكيماوية وتصنيع المنسوجات والملابس وقطاعات التجزئة والخدمات وأسواق الملابس المستعملة وإدارة النفايات. فكيف نعالج كل ذلك؟