القيادة ليست مقصدًا نصل إليه في نهاية الدّرب، بل هي الرّحلة نفسها.
بقلم/ محمد آدم
“إنّها تحدّياتنا اليوميّة وكيف نتعامّل معها”، هذا ما أكّدته سارة عزيز عندما نقلت تجربتها التي قادتها إلى أن تصير واحدةً مِن أبرز القيادات النّسائيّة في مجال التنمية.
سارة عزيز هي مُؤسِّس Safe Egypt (مُؤسّسة محليّة يقع مقرّها في القاهرة وهدفها تقديم الخدمات النّفسيّة والاجتماعيّة في مجال حماية الطفل)، وكانت واحدةً مِن ست نساءٍ شكَّلنَ حلقة نقاشٍ في أحدث محادثات ديدي وفعالياتها. وأُقيمت حلقة النقاش يوم 23 يونيو بعنوان “المرأة في القيادة – قصص مِن الدنمارك ومصر” في حديقة النادي السويسري بالقاهرة.
أوجُه التّشابُه
أكّدت جولي أرنفريد بويسن، عضو حلقة النقاش الدنماركية مديرة منظّمة بيت الشباب الأوكراني الدنماركي، أنّ أحد التّحديات التي تُواجهها المرأة في الدنمارك هو الأعراف الثّقافيّة التي تدَّعي أنّ السلطة لا تتناسب مع النساء.
وقد شاركت جولي أرنفريد مع اثنتين مِن القيادات النّسائيّة الشّابّة الدنماركيّة عبر العالم الافتراضي من الدنمارك. وتطابَقت الخبرات التي شاركتها مِن الدنمارك عبر شاشة العرض مع ما قاله أعضاء حلقة النّقاش المصريّون في حديقة النادي السويسري.
كان محمود كارم، مُدرّب المبيعات في شركة “أوبو”، أحد الرّجال القلائل الذين حضروا الحديث، ووجد أن أوجُه التّشابُه مثيرة للاهتمام، فقال: “جئت إلى هنا وأنا أُفكّر في أنني سأستمع إلى تجاربَ مُختلفةٍ مِن الدنمارك ومصر، لكنّه كان أمرًا مفاجئًا أن أعرف أنّ التّحديات التي تُواجهها النّساء ليُصبحنَ قائدات ليست لها حدود”.
رأت ميرا ماجد، طالبة قسم الديكور في المعهد العالي للفنون التطبيقيّة والتي حضرت النّقاش، أنّ هذا هو أحد أكثر أوجُه التّشابُه إثارة للاهتمام، قائلةً: “في مصر أيضًا، كثيرًا ما لا تُؤخذ القيادات النّسائيّة على محمل الجد، بل يتعرّضنَ للسّخرية إذا كُنّ حازمات أو يتصرَّفنَ بمهنيّة”.
وأكّدت ميرا ماجد أنّه مِن الملهم معرفة أنّ مُعظم عضوات حلقة النقاش اللاتي وصفتهنّ بأنّهنّ نماذج يُحتذى بها، قد خضعنَ لتحوّلاتٍ مهنيّةٍ كبيرةٍ في مسيرتهنّ. كما أضافت: “باعتباري طالبة في الديكور وأحلم بالعمل في قطاع التنمية، كان هذا مُطمئنًا للغاية. والآن أنا مُصمّمة على السّعي وراء حلمي ومواجهة التّحديات التي تُصاحبه”.
الموازنة بين الحياة والعمل
تبادَلت عضوات حلقة النّقاش خبراتهنّ في الإجابة عن سؤالٍ مِن الحضور بشأن الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة، وشرحْنَ كيف يُوفّقنَ بين وظائفهنّ ومنازلهنّ وأبنائهنّ.
شرحت ماريان سفينينغسن، مديرة العلاقات العامّة، أنّ إجراء حوار صحي مع شركائك هو أمر أساسي في الحفاظ على هذا التوازن ويُساعد أيضًا في العثور على أفضل طريقةٍ لتوزيع الواجبات العائلية، ونقلت كاترين دامغارد رئيسة قِسم الاتفاقيّات التجربة نفسها.
وأضافت يمنى صالح التي تشغل منصب رئيس قِسم التجارب في مختبر تسريع الأثر الإنمائي في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: أنّ هذه الأحاديث يجب أن تكون مُستمرّة ومُتجدّدة.
ومع ذلك، وجدت إحدى الحاضرات أنّ السّؤال السّابق من المفارقات فعندما يُطرَح على الرّجال في المناصب القياديّة، غالبًا ما يُصاغ بصياغةٍ مُختلفة.
وأضافت: “مِن الطّريف أنّه عندما يكون الرّجال في حلقة النّقاش فإنّ السّؤال عادةً حول الحفاظ على التّوازن بين العمل والحياة يرتبط بالحفاظ على أسلوب حياة صحي، وتتوقّع أن تسمعهم يذكُرون تمارينهم أو أنظمة طعامهم الصّحي، وكأنّ هذا الضّغط بأن تكون ناجحًا في العمل وتعتني بالأسرة هو أمر خاصّ بالمرأة وحدها”.
فريق النّقاش
أدارت النقاش شهد راشد، المُخطّط الاستراتيجي الرّقمي في أوروبا والشّرق الأوسط وإفريقيا في شركة (IBM)، وجمعت بين يمنى صالح رئيس قِسم التّجارب في مختبر تسريع الأثر الإنمائي في برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي (UNDP)، وسارة عزيز مُؤسِّسة منظّمة (Safe Egypt)، مع جولي أرنفريد بويسن مديرة منظّمة بيت الشّباب الأوكراني الدنماركي، وماريان سفينينغسن مديرة العلاقات العامّة في شركة (STRING)، وكاترين دامغارد رئيسة قِسم الاتفاقيات في مؤسّسة (URBAN 13).
تعدّ أحاديث ديدي بعنوان “النساء في القيادة – قصص مِن الدنمارك ومصر” هي الثّالثة مِن نوعها. ومِن الجدير بالذّكر أنّ أحاديث وفعاليات ديدي هي سلسلةٌ مِن الفعاليات العامّة التي ندعو بها المُشاركين والشّركاء في مشاريع ديدي لمُشاركة خبراتهم وآرائهم مع جمهور أوسع، وندعو أيضًا الخبراء والأشخاص ذوي المعرفة الخاصّة في المجالات التي تنخرط بها ديدي.
أوّل أحاديث ديدي كانت بعنوان “كيف تُخطّط لمشروعات وفعاليات صديقة للبيئة؟” والثّاني بعنوان “دمج الحوار في إدارة شؤون المُتطوّعين”.
في نهاية أغسطس القادم ستتوفّر وثائقيّات عن أحاديث ديدي.
هل تريد قراءة المزيد؟
يُمكنك قراءة المزيد عن الفعالية مِن هنا
يُمكنك قراءة المزيد عن حلقة النّقاش مِن هنا