بقلم/ إيزابِل بيروم مولر
استعرض مهرجان جرينش خلال المُحادثات والنقاشات والعروض الموسيقيّة وورش العمل موضوع الاستدامة بأشكالٍ مُختلفةٍ في أثناء تناوُل قضيّة تغيُّر المُناخ المُلحّة.
في الثالث مِن سبتمبر، اجتمع ما بين 2500 و3000 شخصٍ في الجريك كامبس في قلب القاهرة، واستمتعوا بالموسيقى والمُحادثات والطّعام والشّراب، وكان ترتيب اليوم مثاليًّا لقضاء وقتٍ مُمتعٍ مع الأصدقاء، حيث قدَّم البازار الشّاي وحقائب التسوّق والقمصان والحلوى والحُلي، وكُلّ ذلك بالتّأكيد مصنوعٌ بطُرقٍ صديقة للبيئة.
في مقهى “روتس” كان يُمكنك ملء جعبتك بالشّطائر والعصائر، وكانت تُستخدَم الشّفاطات المصنوعة مِن نبات القصب بدلًا مِن البلاستيك، بينما وضعت شركة “إيرثلي” التي تنتج هذا النّوع مِن الشّفاطات منصّة لها في مهرجان جرينش. وبمُجرّد أن ينتهي الفرد مِن عصيره، كانت الشّركة تُنظِّف الشّفاطات بحيث تكون جاهزةً للاستخدام مرّة أُخرى، وكان هذا أمرًا رائعًا للاستمتاع بمشروبٍ باردٍ في حرّ صيف القاهرة دون الشّعور بالذّنب مِن جرّاء استخدام الشّفاطات المصنوعة مِن البلاستيك.
كان المهرجان برعاية ديدي مع رعاةٍ آخرين؛ منهم السفارة السويسرية، ونظيرتها البريطانية، حيث قدَّمت ديدي عروضًا موسيقيّة بواسطة ندى شردي “نيدز” وزينة “أنفاميليار” وهي خرّيجة ومُدرّسة في دروس ديدي المُتقدّمة عن الدي جي. كما نظَّمت ديدي أيضًا حلقة نقاش حول دور الشباب في مشهد الاستدامة وقدّمت ورشة عمل عن قائمة ديدي الخضراء التي أطلقتها حديثًا.
قدَّمت الخمس مساحات وحلقات النّقاش وورش العمل أفكارًا وحلولًا مُختلفةً للتّحديات البيئيّة التي يُواجهها العالم.
يقول شادي خليل، الشّريك المُؤسّس والمدير العام لمُؤسّسة جرينش: “يتمثّل الدور الكبير للمهرجان في طرح حلولٍ على الطّاولة ومُناقشتها وتنميتها”.
يرى شادي أن إشراك الشّباب مهم للغاية خاصة في نقاش الاستدامة، قائلًا: “أظن أن مِن الرّائع أن يقود الشّباب هذه الحركة لأنّهم يطرحون المزيد مِن النّقاشات الثوريّة على الطّاولة، ويشعرون أنّهم سيكونون أكثر تأثّرًا بالتّحديات البيئيّة مِن أي شخصٍ آخر لأنّهم سيُضطرّون للتعايُش معها”.
أدارت رنا خميس، رئيسة برنامج الشراكة المدنية في ديدي، حلقة نقاش بعنوان “الشّباب يُشكّلون مَشهد الاستدامة: مِن الطّموح إلى الملكية” على المسرح الرّئيسي.
مثّل الشباب ما بين 16 و25 عامًا الفئة الأكبر في المهرجان سواء على مستوى الحضور أو التطوّع، بنفس قدر نسبة الشباب في المجتمع المصري.
تقول يسرا فودة، مسؤولة المشروع في برنامج الشراكة المدنية في ديدي: “مِن المُهمّ للغاية رفع مستوى الوعي حول الاستدامة وإدارة النفايات والشؤون الدولية والعالمية، مثل تغيُّر المناخ بين الأجيال الشابة لأنّ الوعي يعني أنّهم يستطيعون أداء دور حيوي في تقديم الحلول”.
تشعر يسرا فودة بالفخر والسّعادة لكونها جُزءًا مِن مُعالجة هذه المشكلة العالمية وزيادة الوعي بها، وتقول: “أنا ممتنّة للغاية لأنّ ديدي كانت جُزءً من هذا المشروع. ورأينا هذا العام كيف تأثّرت العديد مِن المدن إمّا بالحرائق البرية أو الفيضانات، وكلتا الظاهرتين هي نتائج مباشرة للاحتباس الحراري وتغيُّر المناخ. مِن المُهمّ للغاية إدراك أنّ هذا الخطر العالمي يُؤثّر علينا جميعًا وأنّ العالَم بأسرِه يحتاج إلى العمل معًا لإيجاد حلولٍ مُستدامة”.
يرى شادي خليل أنّ مهرجان جرينش له أهميّة خاصّة في مصر، قائلًا: “الوعي بالاستدامة مُهمّ للغاية في مصر لأن لدينا الكثير مِن التحديات البيئية وسنُواجه الكثير مِن آثار تغيُّر المناخ”.
تبنّى المهرجان توازنًا مثاليًّا في هذا اليوم بين كونه تجربة مفيدة على مستوى الوعي بالاستدامة ويومًا مُمتعًا، فقد اجتذب العديدُ مِن الموسيقيين ولاعبي الدي جي الناسَ إلى المسرح حيث كانت تُقام حلقات النقاش المُهمّة بين عروضهم.
تُقول يسرا فودة: “كان رائعًا أن نرى كُلّ هؤلاء الأشخاص معًا في مكانٍ واحد، لقد كُنّا نعاني جميعًا من عواقب انتشار فيروس كوفيد-19. وكان مِن الرّائع رؤية الناس وهم يتحدّون الجائحة ويلتقون معًا حُبًّا في الاستدامة والبيئة، بل وأيضًا حُبًّا في تعلّم المزيد مِن بعضهم البعض”.
احتفل المهرجان أيضًا بإطلاق “قائمة ديدي الخضراء”، التي تمنح الإرشادات المثاليّة لتنظيم فعاليات أكثر صداقة للبيئة.
تقول يسرا: “وُضِعت هذه القائمة لمُساعدة المُنظّمات والأفراد المُهتمّين بالبيئة على التخفيف مِن انبعاثات الكربون النّاجمة عن فعالياتهم وتحقيق أهدافهم المُتعلّقة بالاستدامة أو الكربون، وستُساعد القائمة مُستخدميها على تنظيم فعالياتٍ خاليةٍ مِن النفايات والكربون حيث تقترح حلولًا صديقةً للبيئة في الغذاء والمُستلزمات والأماكن والانتقالات والهدايا وإدارة النفايات”.
يُرجى الضّغط هنا لتحميل القائمة