الإسكندرية واحدةٌ مِن الأماكن في العالم التي تختبر آثار تغيُّر المُناخ على نحو أكثر وضوحًا، إذ يُعاني حيّ الصّيّادين في الضّواحي الغربية للمدينة مِن استمرار ارتفاع المياه.
ذَكَرَ طالِب عِلم الحيوان، عُمر مبروك، البالغ مِن العمر 20 عامًا، وأحد مُؤسّسي المشروع الدبلوماسي المصري الذي يعمل على تعزيز الحوار الديمقراطي التعدّدي وفنّ النّقاش: “لقد أصبح الأمر شبيهًا بقنوات مدينة البندقية وصار يُقلِق الكثير منّا لا سيما الشّباب”. واحتلّت قضيّة تغيُّر المُناخ والتنمية المُستدامة صدارة جدول الأعمال في النّقاشات التي تُنظّمها جامعة الإسكندرية، وقد عبَّر العديد مِن الطّلاب عن رغبتهم في الكفاح مِن أجل التغيير.
يقول عُمر مبروك إنّ زيادة التوعية وتطوير الحلول يتطلّبان مهارات يفتقر إليها الكثير مِن الشّباب، ويُضيف: “فأنت بحاجةٍ إلى أن تكون مُنفتحًا وقادرًا على الاستماع إلى الحُجج المُختلفة، ليس مِن أجل احترام الآخرين وفَهم وجهات نظرهم فحسب، بل لتقوية حُججك الخاصّة أيضًا”، لذا قرّر المشروع الدبلوماسي المصري الانضمام إلى ورشة عمل عقدها سُفراء الحوار.
منذ عام 2012، تُدرِّب مُنظّمة الشّباب الدنماركي بالشّراكة مع اتّحاد الشّباب المصري السّفراء المصريين لتعزيز قِيم الحوار وأساليبه والتّعايُش المُشترَك بين الشّباب، وقد عقدَتْ أكثر مِن ألف ورشة عمل في جميع أنحاء البلاد، وكان البرنامج على مدار السّنوات الثلاث الماضية تحت مظلّة المبادرة الدنماركية المصريّة للحوار.
يتكوَّن البرنامج مِن ندوةٍ لمُدّة خمسة أيامٍ وتتبعها تدريبات شهريّة ويتعرّف المُشاركون على أساليب الحوار المُختلفة وأدواته وتعلُّم كيفيّة تطبيقها.
يقول عُمر مبروك: “أحد التدريبات التي أظُنّ أنّها تركت انطباعًا لدينا حقًّا، كان عندما طُلِب منّا مناقشة مواقفنا الخاصّة، وكان علينا أن نتخيّل ماذا ستكون حُجج مُعارضينا وأن نستعدّ لها، وهذا يُجبرك على أخذ آراء الآخرين على محمل الجد”.
يرى عُمر مبروك أنّ المهارات الجديدة ستُحدِث فَرْقًا كبيرًا عندما يعمل المُتطوّعون في المشروع الدبلوماسي على زيادة التوعية حول تغيُّر المُناخ، ويشرح قائلًا: “لا يُمكننا إيقاف تغيُّر المُناخ دون حوار، لكن لا يزال الكثيرون هنا غير مُدركين لِمَا يحدُث في المُناخ وطريقة فعل شيءٍ بشأنه، لذا عليك أن تتمتّع بهذه المهارات حتى تُقنعهم، ولن تنجح إذا حاولت فرض آرائك عليهم أو انتهى بك الأمر لجدال معهم دون الاستماع إلى ما يقولونه”.
رازموس بوجيسكوف لارسن، صحفي دنماركي مُتخصِّص في شؤون الشرق الأوسط، وأقام في بيروت خلال الفترة مِن 2009 إلى 2011 ثمّ في القاهرة مِن 2011 إلى 2018.
يُمكنك قراءة المزيد عن فعاليات سُفراء الحوار مِن هنا.
يُمكنك قراءة المزيد عن فعاليات الدبلوماسي المصري مِن هنا.