تُعدّ عزبة خير الله، التي يسكنها أكثر مِن 500,000 نسمة، واحدةً مِن أكبر التجمّعات العشوائية في القاهرة وأكثرها كثافة سكانية في مصر، وتمتدّ على مساحة 2 كيلومتر مربع. وكما هو الحال بالنسبة إلى جميع التجمّعات العشوائية في مصر، يعيش سكان عزبة خير الله -بجانب الخوف الدّائم مِن هدم منازلهم- محرومين مِن المرافق الأساسية مثل المياه والكهرباء والصّرف الصحي، وهذه الظّروف كُلّها تُؤثّر على الأطفال والشّباب الناشئين في المنطقة.
تقول أماني خالد، التي تبلغ مِن العمر 24 عامًا، وهي إحدى المُتطوّعات في منظّمة روّاد التنمية: “يجب أن نُحاول فَهم سُكّان عزبة خير الله واستيعاب أفعالهم وتصرّفاتهم، ومِن المهمّ أن نفهم الأسباب وراء الأُميّة والجهل اللذين يُعانيان منهما حتى نتمكّن مِن العمل معًا والبحث عن الفرص والحلول دون أي تمييز.”
مِن الجدير بالذّكر أنّ مُنظّمة رواد التنمية هي مُنظّمة غير حكومية دولية تعمل في الأردن وفلسطين ولبنان وعزبة خير الله في القاهرة بمصر، ويركّز برنامج الشّباب لديها على توظيف الشّباب مِن المنطقة وتزويدهم بالتدريب الذي يُؤهلهم لسوق العمل، فضلًا عن تطوير مهاراتهم المُتّصلة بالعلاقات بين الشّخصيات، ويأتي دور سُفراء الحوار في تيسير النّدوات وورش العمل عن الحوار، ومِن هنا يتّضح أنّ التدريب على الحوار له غرض مزدوج، فهو مِن ناحيةٍ يمدّ الشّباب بمهارات الحوار وأدواته التي مِن شأنها أن تفيدهم في التواصُل مع بعضهم البعض ومع بقيّة المجتمع، ومِن ناحيةٍ أخرى يُسهِم في تعزيز فَهم المُتطوّعين لأنفسهم وموقفهم تجاه الشّباب.
تُضيف أماني: “التدريب على الحوار يُركّز على تدريب النّفس على قبول الآخر مهما كانت الاختلافات الثقافية، وهذا التدريب غيَّر طريقة تفكيري وجعلني أكثر وعيًا بذاتي.”
تسير الحوارات في طريقَيْن، ولكي يكون الفرد قادرًا على الانخراط في حوارات مع الآخرين، عليه أن يكون قادرًا على النّقاش مع نفسِه، لذا جزءٌ مِن التدريب على الحوار هو طرح الأسئلة الصّعبة مثل: “مَن أنا؟”، و”ما هو موقفي في هذا النّقاش؟”، و”لماذا أتَّخذ هذا الموقف؟”، و”ما الذي سيحدُث لو اتَّخذت موقفًا آخر؟” لا يستطيع الفرد أن يستمع حقًّا إلى الآخر سوى مِن خلال فَهم موقفه هو الشّخصي في الحديث.
تستطرد أماني قائلة: “في هذه البيئة، توجد نسبةٌ عاليةٌ مِن الأُمّيّة ويتَّسم الأطفال فيها بالعدوانية، وكانت تجربتي المُفضّلة في التطوُّع عندما أدركت بعد العديد مِن جلسات التدريب أنّ الشباب الذين كنتُ أعمل معهم، يريدون حقًّا أن يُشاركوا وأن يصيروا أعضاء صالحين في المجتمع لكنّهم لم يكونوا يحتاجون سوى إلى شخصٍ يُوجّههم ويفهمهم ويلمس مواهبهم.”
على مدار سنوات، وظَّف فريق سُفراء الحوار مجموعة مِن مُتطوّعي مُنظّمة رواد التنمية ليكونوا سفراء للحوار، ممَّا سمح لهم بدمج الحوار في برامجهم.
يُمكنك قراءة المزيد عن فعاليات سُفراء الحوار مِن هنا.