وصفت رنا جابر الإعداد الفريد لجلسات تدريب الفريق الدولي لسفراء الحوار بالكلمات الآتية “تتمثّل الفكرة الكاملة حول الحوار بين الثقافات في وضوح الاختلافات الثقافية منذ البداية”، وأشرفت على 7 تدريباتٍ لفِرقٍ دوليّةٍ بالتنسيق مع فِرقٍ مِن الدنمارك والأردن وذلك منذ تطوّعها للعمل في المشروع عام 2010 وتولّيها منصب مديرة فرع المبادرة في مصر بعد ذلك.
صرّحت رنا جابر: “عند اجتماع مجموعةٍ مِن الناس من جنسيات مختلفة معًا في الغرفة نفسها، ستُلاحِظ تلقائيًّا الفضول والرّغبة لديهم في معرفة المزيد عن بعضهم البعض، وهذا لأنّ المُشاركين يعرفون افتراضيًّا أنه ستكون لديهم آراء مختلفة حول الكثير مِن الموضوعات، فعندما تلتقي مواطنين مِن بلدك سيكون مِن الأسهل عليك الحديث معهم بعقليَّة ’مِن المُفترض أن نشبه كُلّنا بعضنا البعض‘”.
منذ عام 2009، يعمل سفراء الحوار على بناء الكفاءات الحوارية وتعزيز التفاهم المُشترك بين الشّباب عبر الانقسامات العِرقية والدينية والفكرية والثقافية وغيرها، ويُثقِّفون كلّ عامين فريقًا مُكوَّنًا مِن 28 شابًّا مصريًّا ودنماركيًّا وأردنيًّا وتونسيًّا ليصيروا سفراء للحوار. ويتّبع التدريب منهجية “دليل الحوار” الذي وضعه فريق سفراء الحوار نفسه استنادًا إلى سنوات خبرتهم العديدة.
يتّسم الحوار بأربعة مبادئ رئيسيّة هي الصّدق والانفتاح والثّقة والمُساواة، والأمر الفريد في البرنامج أنّه مُصمَّم بذاته مِن خلال التدريبات وورش العمل والندوات حتّى يسمح للمُشاركين بممارسة الحوار في أثناء التعلُّم، وهذا يشمل كلًّا مِن الحوار الصّريح الذي يُجريه الفرد مع الآخر والحوار الداخلي بين الفرد ونفسه.
تُضيف رنا جابر: “مِن الرّائع جدًّا أنّ نشهد الرحلة التي يجتاز فيها الناس فقد كنت جزءًا منها، أعني أنني خضتُ أيضًا الرحلة ذاتها عندما التحقت بسُفراء الحوار، وأعتقد بأننا جميعًا لدينا هذا التعنُّت بشأن هُويتنا وما نتبنّاه وندافع عنه، لكن عند وضعنا في هذه الأُطُر الدولية نستطيع أن نبدأ بأمانٍ في استجواب أنفسنا، فنُفكِّر مثلًا: ما هو موقفي مِن هذه المُحادثة؟ ولماذا أتَّخذ هذا الموقف؟ أعتقد بأنّ هذا مهمّ للغاية لأنّك لكي تتمكّن مِن المُشاركة في حواراتٍ مع الآخرين يجب أن تتمكّن مِن الدّخول في حواراتٍ مع نفسك، والقدرة على استجواب نفسك هي الخطوة الأولى في هذه الرّحلة.”
بهذه الطّريقة يُساعد البرنامج السّفراء لكي يُصبحوا أكثر وعيًا بأنفسهم من خلال توفير الوقت والمساحة الآمنة للتحقُّق مِن الذّات فيما يخصّ العلاقة مع الآخر، وهذا يعني بالطّبع أنّه لا توجد جلستان مُتماثلتان. على سبيل المثال، يُمكن أن يكون أحد الفِرق مُهتمًّا للغاية بالتحقيق في التأثير الاجتماعي الناتج مِن أزمة اللاجئين، ويُمكن أن يكون الفريق التالي شغوفًا بمناقشة كيفيّة تربية الأطفال في البلدان المختلفة وما تأثير هذا على الطفل لاحقًا في الحياة.
تُعقَد تدريبات الفريق الدولي ثلاث مرّاتٍ خلال دورة مُدّتها عامان؛ مرّة في الدنمارك ومرّتان في المنطقة العربية. وكان مِن المُفترض أن يلتقي فريق هذا العام في مصر في شهر مارس، لكن أزمة جائحة “كوفيد-19” جعلت السّفر مُستحيلًا، فاجتمع المُشاركون طوال فصل الرّبيع في جلسات حوارٍ عبر الإنترنت للتعرُّف على بعضهم البعض وعلى البرنامج، ونأمل أن يلتقوا في الحياة الواقعيّة إذا سمح الوضع بذلك في وقتٍ لاحقٍ مِن هذا العام.
يُمكنك قراءة المزيد عن الفعاليات الأخرى لسُفراء الحوار مِن هنا.