تمتعي بالجرأة وكوني امرأة قائدة

عندما تكون جزءًا من شبكة، سيُشعرك ذلك بأنك لست وحيدًا. أشادت القائدات الشابات البالغ عددهن 22 بدعمهن المتبادل عندما التقين ثانيةً في ورشة عمل في القاهرة.

بقلم روان الشيمي

في أثناء زيارة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية، توقفت مجموعة من السيدات الدنماركيات والمصريات أمام مومياء الملكة حتشبسوت: رغم اختلافها عن كل أسلافها من الذكور، حكمت الملكة حتشبسوت مصر لمدة 22 عامًا خلال عهد المملكة الحديثة.

قالت سيمون ديدريتشسن، مديرة المشروعات وتكنولوجيا المعلومات ببلدية كوبنهاغن: “تَميز حُكمها بأنه شهد فترة ساد فيها السلام، واتعرف عهدها بأنه زمن البناء والترميم والتجارة الغنية، وده فكّرني بشعار رفعته واحدة من المشاركات في الشبكة: (تمتعي بالجرأة وكوني امرأة قائدة)”.

سيمون ديدريتشسن هي واحدة من ضمن 22 مشاركة وقع عليهن الاختيار للمشاركة في شبكة نساء يأخذن زمام القيادة 2022. والتقى أعضاء المجموعة أولاً في أغسطس بكوبنهاغن ثم اجتمعن في ورشة العمل الثانية بالقاهرة في شهر نوفمبر.

وعلّقت جوزفين باك، إحدى المشاركات والمسؤول الإداري بمنطقة جنوب الدنمارك قائلة: “إحنا بنتكلم كتير في الشبكة عن الإصرار؛ لكن هل لازم إننا ننسخ كل الصفات الذكورية علشان نبقى قادة كويسين ومُحترمين؟! ولا نركز في شغلنا وبس؟ أعتقد إن الموضوع محتاج توازن. تمتعي بالجرأة وكوني امرأة قائدة، أو ببساطة تمتعي بالجرأة وكوني نفسك”.

الارتقاء ورد الجميل للغير

خلال تواجدهن بالقاهرة لمدة ثلاثة أيام، زارت السيدات مقر عمل زميلتهن نعمة عبيد، التي تشغل منصب مدير التخطيط والتسويق بميتسوبيشي موتورز إيجيبت.

قالت نعمة عبيد للمجموعة إن مجال صناعة السيارات، نظرًا لاحتكار الرجال له، لم يكن مجالًا سهلًا لتجد لنفسها مكانًا به وهي شابة صغيرة؛ لكنها استطاعت أن تفعل المستحيل.

وشاركت معهم أفكارها.. “وضع قدرات المرأة في قوالب نمطية معينة بالنسبة لصناعات معينة أو بالنسبة لدورها في المنظمات؛ هو تحدي رئيسي بيواجه كل القائدات، وأنا نفسي مرّيت بيه؛ لكن الانضمام للشبكة بتاعتنا بيمنحك طاقة إيجابية كبيرة، بنحس إننا مش لوحدنا. وبيدينا الفرصة إننا نردّ الجميل لغيرنا من الزميلات”.

قدمت نعمة عبيد شرحًا لشبكة نساء يأخذن زمام القيادة قائلة: “هو تجمع للقيادات النسائية العالمية المؤثرة أوي، من ثقافات مختلفة وخلفيات مختلفة ومؤسسات متنوعة. كُلنا بنتواصل ونحاول نتعامل مع تحدياتنا واحتياجات أعمالنا واحتياجاتنا الشخصية، وبنحاول نساعد بعضنا في التغلب على التحديات للارتقاء بنفسنا وبأعمالنا وبلادنا كمان”.

خلال ورشة العمل الأولى المنعقدة بكوبنهاغن في أغسطس، زارت السيدات مقر عمل المشاركة آنا بيورن ريلاند في شركة cBrain، حيث تشغل منصب مديرة المشروعات، وجاءت هذه الزيارة فرصة غير متوقعة لإبرام شراكة تجارية مع نعمة عبيد.

وتُواصل نعمة عبيد شرحها قائلة: “شركة cBrain بتبني منصات رقمية لمساعدة الشركات الأخرى في عملياتها. وخلال الوقت ده، كانت شركتي بتسعى للحصول على مقترحات من الشركات لتحسين إدارة علاقات العملاء والمنصات الرقمية كمان. كانت فرصة رائعة للبحث عن شراكة تجارية مع بعض. وكانت مفاجأة بالنسبة لي لأني كنت فاكرة إن كل واحدة فينا جاية بعمل تجاري مختلف تمامًا؛ ولكن في النهاية كلنا لينا علاقة ببعض، مش بس على المستوى الشخصي لكن على المستوى المهني كمان”.

المشاركة والتشبيك

يُعد خلق مساحة آمنة للمشاركات لأجل مشاركة تحدياتهن، جزءًا محوريًّا في شبكة نساء يأخذن زمام القيادة؛ إذ تتعلم المشاركات أنهن بين أقرانهن اللاتي سيقدمن لهن دعمًا لا إدانة.

من خلال مطالبة المشاركات بمشاركة قصص النجاح واستضافة المحادثات ومشاركة شكاواهن، يحصل الجميع على فرص متساوية.

كانت تلك الرحلة بالنسبة لجوزفين باك تجربةً غيّرت حياتها.

فتقول مُتذكرة: “أثناء ورشة عمل كوبنهاغن، كان قُدامي معضلات في وظيفتي متعلقة بالتوازن بين العمل والحياة، وحسّيت إن الكُل اتفق على دعمي في موقفي. وده خلّاني أفكر كتير، وأدرك إني محتاجة أغير مسار حياتي المهنية بالكامل.. في الفترة بين ورشتين العمل، كنت غيّرت وظيفتي، والوظيفة اللي قدمت فيها واتقبلت، ماكنتش هاقدر أتقدم لها لولا ورشة العمل.. التجربة كلها ماكانتش بس سبب في تغيير المسار المهني؛ ولكن في تغيير حياتي كلها؛ لأن المهنة جزء كبير من الحياة.. كانت رحلة لا تصدق ساعدتني في الوصول إلى مسار أفضل لنفسي”.

كانت مسألة التوازن بين العمل والحياة أمرًا محوريًّا لعدة مشاركات. تشغل أميرة حسام منصب مساعد وزير شؤون التنمية المستدامة بوزارة التخطيط والتنمية والاقتصادية؛ مما يجعلها منشغلة جدًّا طيلة الوقت؛ لكنها أيضًا تُكافح للحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة.

قالت أميرة حسام: “كُنا أمناء أوي مع نفسنا ومع بعض، سِمِعنا لتحديات كل واحدة وساعدنا بعض إننا نلاقي حلول، وبعد ورشة العمل، قدرت أخيرًا أعترف قُدام نفسي إن التوازن بين العمل والحياة ضرورة مش رفاهية. لازم أخلق وقت للتمرين ولممارسة الهوايات ولعيلتي، وده مفيد مش بس لصحتي النفسية لكن كمان بيديني الطاقة اللي باحتاجها علشان أقوم بمهام وظيفتي بشكل كويس”.

التشبيك يخلق تأثيرًا

بينما تنتشر الشبكات المهنية، خاصة النسائية، في أنحاء أوروبا وتحظى باهتمام ملحوظ في مصر، فإن شبكة نساء يأخذن زمام القيادة، لها تأثير مُتفرّد لأنها تجمع سيدات دنماركيات ومصريات من بيئات عمل مختلفة، ولولا الشبكة لم يكُنّ ليجتمعن.

تقول جوزفين باك: “لمّا بتقابل ناس ليهم نفس الخلفية بتاعتك، بتحس بسرعة إنك متوافق أوي، وبتقدروا تتفقوا على كل شيء. لكن لمّا بتقابل ناس ليهم خلفيات مختلفة أوي، بتحتاج تفكر أكتر، وتدخل في مناقشات مش بتدخل فيها لما بتكون مع ناس فاهمها وعارفها”.

تعتقد سيمون ديدريتشسن، وهي أيضًا عضوة بشبكات أخرى للقائدات، أن الشبكات تعتبر دافعًا كبيرًا للتغيير، فتقول: “اللي محتاج يتغير فعلاً هو فكرة إن السيدة ماتقدرش تكون قائدة، لما بنتجمع ونكوّن النوع ده من الشبكات، بنتحرك نحو تغيير الفكرة دي؛ لأننا بنغير وجهات نظرنا كمان، والمرة الجاية لما نكون هنعيّن سيدة، هنبقى أكثر وعيًا بتحيزاتنا الخاصة، ونقدر ننقل المعرفة دي لرؤسائنا أو لزملائنا، وهنا بيحصل التغيير بالفعل”.

أدارت المشروع دعاء فياض، مسؤولة المشروعات، ونسَّقته مارجريت لينجز مورتنسن وميناس صالح.

يمكنك قراءة المزيد عما تقدمه مبادرة ديدي:

المرأة في الصدارة

النساء يساعدن النساء

شبكة نساء يأخذن زمام القيادة