تسلط مي زايد الضوء على حياة زبيبة حياة زبيبة، الشّابّة الاستثنائيّة مِن خلال عدسة كاميرتها.
ولكن هل يُمكن أن يساهم توثيق خبرة امرأةٍ واحدة في تغيير عقليّة النّساء في جميع أنحاء العالم؟
بقلم/ بترا هاس
“كيف يكون شعوركِ عندما تكونين مُخرجةً تعمل في الشّوارع المصريّة؟” تتسائل كاثرين فايق إحدى المُشاركات في فعالية “ديدي تتحدث: توثيق خبرات النساء” التي عُقِدَت في مقر ديدي أكتوبر الماضي. بعد عرض النّسخة القصيرة مِن الفيلم الوثائقي “عاش يا كابتن”، ألقت المُخرجة مي زايد كلمتها وأجابت عن أسئلة الجمهور.
ما يُثير اهتمام كاثرين فايق على الأخصّ هو أنّ مي زايد تعمل باعتبارها مُحاضِرة. إنّها ترى أننا نصل إلى فَهمٍ خاصٍّ عندما تُوثّق امرأةٌ حياةَ امرأةٍ أُخرى وتُؤكّد على أهميّة ذلك قائلة:
“غالبًا ما تُعامَل المرأة في الأفلام باعتبارها شيئًا أو جائزةً أو مسؤولةً مِن الرّجال، لكن عندما تُوثّق امرأةٌ حياةَ امرأةٍ أُخرى، يُمكنك رؤيتها باعتبارها إنسانًا.”
تشرح مي زايد للجمهور كيف حاولت زبيبة الاندماج والتصرّف مثل فريق رفع الأثقال خلال السّنوات الأربع التي كانت تعيش فيها معهم: “كنتُ أرتدي ملابسَ رياضيّة، لذلك شعرتُ كما لو أنني جُزءٌ مِن الفريق. كما أنني لم أرغب في التميّز عندما كان النّاس يمرّون بجانبي بل كنت أرغب في أن يكون وجودي طبيعيًّا في مُحيط الجيران.”
لم تعكس الأسئلة فقط دور الشّخصيّة الرّئيسيّة “زبيبة”، وإنّما وُجِّهَتْ بعض الأسئلة بخصوص الكابتن رمضان والطّريقة التي يتحدّث بها مع الفتيات. الكابتن رمضان أو “الكابتن” كما يُطلق عليه أيضًا، هو مُدرّب رفع الأثقال الذي عمل على تأهيل “زبيبة”.
“لا تتصرَّفي مثل فتاة مُتأنّقة!”
يصرخ الكابتن رمضان بصوتٍ قاسٍ في مقطعٍ واحدٍ لكن بمحبّةٍ أيضًا: “لا تتصرَّفي مثل فتاة مُتأنّقة!”
ويستطرد الكابتن في مقطعٍ آخر “أنا ولد، وأنتِ فتاة، هل ترين أيًّا منّا ناعمًا؟ لذا دعينا نتعامَل على هذا الأساس.”
لا يتعلّق الأمر بالجنس تحت إشرافه بل بقدر الثقل الذي يُمكنك رفعه. زبيبة هي الجيل الثاني من أبطال رفع الأثقال الذي يتولى تدريبهم. تضمّن الجيل الأوّل ابنته نهلة رمضان، بطلة العالم السّابقة، ولاعبة أوليمبية ورائدة في رفع الأثقال في مصر، وكذلك عبير عبد الرحمن، أوّل فتاة عربية تحصل مرّتين على ميدالية أوليمبية.
تقول مي زايد: “ترسّخ في الأذهان فكرة وجود رياضةٌ تصلح للفتيات، أُخرى تصلح للفتيان. هذا الفيلم يتحدّث عن النّساء اللاتي بإمكانهنّ فعل ما يُردْنَ بحياتهنّ”. تُؤكّد مي أنّ أحد أهداف الفيلم هو تحطيم الصّور النّمطيّة القائمة على النّوع الاجتماعي مِن خلال تسليط الضّوء على فتاةٍ تعيش في بيئةٍ يُهيمن عليها الذّكور.