يُمكنك أن تحصل على ثلاثة عشر مقعدًا فريدًا بمزج مصر القديمة مع البساطة الدنماركية والتّعاوُن بين المُصمِّمين الموهوبين والحرفيّين ذوي الخبرة. الحوار الدّنماركي-المصري على أرض أحد المصانع في دمياط هو وصفة للابتكار.
بقلم/ رازموس بوجيسكوف لارسن
بينما يُطفِئ مصطفى ماكينة الخراطة وتتوقَّف قطعة الخشب عن الدّوران، تضع ماري يدها على سطح قطعة الخشب التي أصبحت الآن ناعمةً مثل الحرير وتربت على كتف مصطفى الذي ينظر مِن وراء نظارته التي على حافّة أنفه مُبتسمًا إليها.
إنّه لقاء نادر للغاية، ليس فقط لأنّه بين طالبةِ تصميمٍ دنماركيّةٍ وحرفي مصري ذي خبرةٍ دون أن يكون بينهما أي لُغةٍ مشتركة، بل لأنّ تصميم الأثاث وإنتاجه انفصلا عمليًّا عن بعضهما البعض.
في عالَمِ اليوم نادرًا ما يتقابَل أولئك الذين يضعون أفكارًا جديدةً للأثاث مع أُولئك الذين يجعلون مِن هذه الأفكار واقعًا، فقد استعان مُعظم إنتاج الأثاث بمصادرَ خارجيّةٍ بعيدة كُلّ البُعد عن المُصمّمين الذين يرسمون تصميمات للمُنتجات الجديدة، ممّا جعل مِن الصّعب وجود حوارٍ على صعيد التنمية والاستدامة في العمل التجاري.
لكن في مركز إنتاج الأثاث المصري وفي مدينة دمياط السّاحلية، عمل المُصمّمون المصريّون والدنماركيّون جنبًا إلى جنبٍ مع الحرفيّين على أرض مصنع بنوكيو، وأنتجوا معًا ثلاثة عشر مقعدًا، وكان مصدر إلهامهم هو التّصميم المصري القديم الذي تطوَّر بالمُمارسة الدنماركيّة لفنّ البساطة. في الثّاني مِن ديسمبر 2021، عُرضت المقاعد في المتحف القومي للحضارة المصرية في القاهرة.
إنّها المرّة الثّالثة للمُبادرة الدنماركيّة المصريّة للحوار (ديدي) التي تُيسِّر فيها هذا النّوع مِن التّعاوُن بين مصنع بنوكيو والأكاديميّة الملكيّة الدّنماركيّة للفنون الجميلة. ويهدف المشروع إلى سدّ الفجوة في صناعة الأثاث وتعزيز الابتكار والتنمية.
يقول عمرو عرنسة، مدير التّصميم في مصنع بنوكيو: «المُصمّمون في حاجةٍ إلى الحوار مع المُنتجين ومعرفة معنى العمل باليد، فلا يجب إبعادهم عن الإنتاج».