كيف يُمكن للمُنظّمات أن تُنشِئ شراكاتٍ دوليّةً يقودها الشّباب وتُحافظ عليها؟ كيف نضمن مُشاركة الشّباب وتأثيرهم؟ وكيف نضمن تواصُل الشّباب واندماجهم؟
بقلم/ أماني فايد
ناقشت تلك الأسئلة السابقة مجموعةٌ مِن المُتطوِّعين الشّباب الملتزمين والملهمين في مشروع “ثقافة الشباب والتنوّع”. ومِن خلال سلسلةٍ مِن المقابلات الفرديّة والجماعيّة عبر الإنترنت، شارك الشّباب قصص نجاحهم وتجاربهم، وهو ما أسفر عن استخلاص مجموعةٍ مِن الدّروس المُستفادة وأفضل المُمارسات.
وقد نُشِرَتْ أفضل الممارسات والدّروس في كُتيِّبٍ بعنوان “شباب يقودون التغيير” لإلهام منظّمات المجتمع المدني والسّعي لتعزيز اندماج الشباب ومُشاركتهم. عمل فريق مِن المستشارين معًا بالتّعاون مع خمس مُنظّمات شريكة يقودها الشّباب مِن مصر والأردن وتونس والدنمارك؛ هي مجلس الشباب الدنماركي (DUF)، والكشّافة الدنماركية (KFUM)، والكشّافة التونسية (LST)، والمبادرة الدنماركية المصرية للحوار (DEDI)، ومركز الشرق والغرب للتنمية المُستدامة (مركز WE).
يُوضّح هذا الكُتيِّب الوصفة لتحقيق المشاركة الهادفة للشّباب والتي تسمح لهم بأخذ زمام القيادة في تصميم المشاريع وتنفيذها، ويُقدّم منهجيّات قد توجّه المنظّمات الأخرى التي ترغب في إقامة شراكات دوليّة يقودها الشّباب. فضلًا عن ذلك، يُقدّم هذا الكتيِّب الإلهام للمنظّمات التي ترغب في تعزيز مشاركة الشباب وتأثيرهم في عملها، كما يهدف إلى إتاحة أفضل هذه الممارسات لتكون في مُتناول منظّمات المجتمع المدني.
المُحتوى
استنادًا إلى أفضل الممارسات والحالات الحقيقيّة، يُقدّم الكُتيّب ثلاثة فصولٍ لإرشاد أي مُنظّمة ترغب في العمل مع الشّباب ولأجلهم:
يُناقش الفصل الأوّل طُرق إنشاء شراكات دولية يقودها الشباب والحفاظ عليها، وهو موضوع ذو صلةٍ في حال رغبت المنظّمة في أن يأخذ الشّباب زمام القيادة فيما يخصّ القرارات والتخطيط والتنفيذ.
يُخصّص الفصل الثّاني للكيانات التي تنوي إتاحة المزيد مِن الفرص للشباب حتّى يُشاركوا في أنشطتها وإضفاء تأثيرهم عليها.
أمّا الفصل الثالث، فيتناوَل تواصُل الشّباب واندماجهم. ويلائم هذا الفصل أي مُنظّمةٍ ترغب في أن تصل إلى المزيد مِن الشّباب وأن تخلق بيئة ترحّب بهم.
نهجٌ مِن الشّباب إلى الشّباب
أوضحت إحدى النتائج الرّئيسيّة في الكُتيّب أنه “في أغلب الأحيان، تدّعي الجهات الفاعلة أنّها تعمل مع الشباب ولأجلهم، إنما لا يُترجم هذا الاعتراف دائمًا إلى أفعال، فالشّباب ليسوا مجرد منتفعين بل هم “العقل المدبّر والنّشط”.
يُشكّل الشّباب حاليًّا ما يقرب مِن 16% مِن سُكّان العالم، ولا تزال نسبة الشباب في المنطقة العربية مِن بين أعلى النّسب في العالم؛ حيث يبلغ مَن هم دون سنّ الثلاثين 65٪ من إجمالي السُكّان، وهذا يجيب عن السّؤال الوارد في الكُتيّب “لماذا مِن المُهمّ العمل مع الشباب؟”.
تُقدّم المبادرات التي يقودها الشّباب فرصة عظيمة للشّباب المُتطوّعين ليقودوا المشروعات، خصوصًا التي تعمل لأجل الشّباب وتهتمّ بهم، وذلك مِن خلال إشراكهم في كُلّ جوانب العمل؛ بدايةً مِن تطوير الاستراتيجيّة حتّى تنفيذ الأنشطة على أرض الواقع. يستند مدى تحوّل الشّباب إلى أعضاء أصحاء ومُنتجين في مجتمعاتهم إلى تلبية المجتمعات لاحتياجاتهم وإشراكهم في العملية.
يُقدِّم الكتَيِّب أيضًا المشروعين اللذين ينتمي إليهما المُتطوّعون الشّباب المُشاركون بتجاربهم:
مشروع سفراء الحوار في مصر والأردن وتونس والدنمارك عمل على تطوير منهجيّة لإدماج الشباب في الحوار مع بعضهم البعض ولمُساعدة المنظّمات العاملة مع الشباب على قبول الاختلافات والترحيب بالتنوّع مِن خلال الحوار.
ويهدف المشروع إلى القضاء على التحيّزات وتعزيز التنوُّع وخلق بيئةٍ حواريةٍ صحيّةٍ للشّباب.
يُمكنك قراءة المزيد عن مشروعات سفراء الحوار مِن هنا.
مشروع قادة المستقبل يُمكِّن الشّباب مِن الأخذ بزمام القيادة في عمليّات التغيير الاجتماعي بمجتمعاتهم. وقد أُقيمت شراكة بين الكشّافة الدنماركية (KFUM) في الدنمارك والكشّافة التونسية التي تُعد أكبر منظّمة مجتمع مدني في تونس، منذ عام 2008. ويركّز الشّركاء على زيادة تطوير مُنظّمة الكشّافة التونسيّة كمنصّةٍ للمُشاركة المدنيّة للشباب وتعليمهم بوصفهم مواطنين ديمقراطيين.
يُمكنك تنزيل الكُتَيِّب من هنا.