مدير جمعية النهضة وليم سيدهم: تظاهرة إنسانية رفيعة.. وطاقة من الحب
مدير المعهد هانز كريستيان نيلسن: مشروع “التعاون الفني” مثال حقيقي جدا للحوار
مؤسس مدرسة الكوميديا بالدنمارك: جئنا نبحث عن الكوميديا ووجدناها وسط القاهرة
القاهرة في 19 ديسمبر 2017
وسط أجواء احتفالية، استضافت جمعية النهضة العلمية والثقافية – جيزويت القاهرة، مساء اليوم (الثلاثاء)، عرضا مسرحيا امتد لأكثر من ساعة، شارك فيه فنانون دنماركيون ومصريون.
العرض جاء نتيجة تعاون فني رعاه المعهد الدنماركي المصري للحوار، من خلال إقامة فنية لفنانين من بلدان عدة، امتدت لثلاثة عشر يوما بالقاهرة، تبادلوا فيها مع فنانين مصريين الخبرات، واشتركوا معا في أداء العرض المسرحي الذي غلب عليه الطابع الكوميدي، وارتدى فيه الممثلون أقنعة ترمز لشخصيات تعود إلى تاريخ المسرح العالمي، وتعكس كل منها قيما إنسانية معينة.
واستقبل مدير جمعية النهضة بالقاهرة الأب وليم سيدهم، الحضور بالترحيب، وقال في كلمة موجزة قبل بدء العرض: أرحب بكم جميعا باسم المركز الثقافي للجيزويت. ما يحدث اليوم تظاهرة إنسانية رفيعة، ونحن نعلم أن الحرية التي نعتز بها جميعا تتجلى من خلال الفن، والفنانون هم أكثر الناس حرية.
وأضاف سيدهم: نحتفل بالتحاور الثقافي الحضاري الديني، مشيرا إلى مشاركة فنانين من بلدان متنوعة هي: الدنمارك، وتركيا، وكرواتيا، وإسبانيا، وفرنسا، ولبنان، بالإضافة إلى مصر.
واعتبر مدير جمعية النهضة، العرض المسرحي “طاقة من الحب وسط العنف الذي نعيشه”، متابعا: “نحتاج للكثير من هذا لنقول إن الإنسان أيا كان، مصريا أو دنماركيا أو من أية جنسية، ينتمي إلى البشرية، وكلنا إخوة، وهذا ليس نفاقا وإنما واقع عشناه، نشكر عليه الرب”.
وأضاف سيدهم: نحتفل بالحرية والإنسانية والفن الجميل، وأشكر القائمين على مدرسة المسرح الاجتماعي (ناس)، وأشكر كل الأعضاء المشاركين من كل بلد، أهلا بكم وكل عام وأنتم بخير.
وشاركت مدرسة المسرح الاجتماعي (ناس)، مع مدرسة الكوميديا بالدنمارك، في التدريب الذي جرى خلاله التبادل الثقافي والفني بين المشاركين طيلة فترة الإقامة الفنية.
وحضر مدير المعهد الدنماركي المصري للحوار هانز كريستيان نيلسن العرض، وأعرب عن فخره بأن يرى المشروع على خشبة المسرح، باعتباره مديرا للمعهد، معتبرا المشروع “مثالا حقيقيا جدا للحوار”.
وقال نيلسن إنه ليس حوارا بين فنانين دنماركيين ومصريين، وإنما يشمل فنانين آخرين من بلدان كثيرة مختلفة في أوروبا.
وأضاف أن الحوار الفني قام خلال المشروع على عادات قديمة جدا، تعود إلى تاريخ المسرح، مشيرا إلى أنها أنماط مسرحية معروفة جدا، وبالإمكان تمييزها بسهولة في كل البلدان.
وأوضح مدير المعهد الدنماركي المصري للحوار أن العرض المسرحي يستعرض أنماطا شتى من الشخصيات، وأن الحوار فيه يدور على مستويين؛ حوار على خشبة المسرح، وحوار قائم بين الناس.
واختتم نيلسن كلمته بتوجيه الشكر إلى مدرسة الكوميديا، ومدرسة المسرح الاجتماعي (ناس)، وكل المشاركين في العمل.
وقال مؤسس مدرسة الكوميديا بالدنمارك “أولي”: نحن 8 شخصيات جئنا من الدنمارك نبحث عن الكوميديا، وأعتقد أننا وجدناها في وسط القاهرة، في إشارة إلى الموقع الجغرافي لمقر جمعية النهضة الواقعة بالقرب من ميدان رمسيس بوسط العاصمة المصرية.
وأنهى أولي كلمته بالهتاف مبتسما: “فيفا كوميديا”.
وقال المنسق الفني لمدرسة المسرح الاجتماعي (ناس) مصطفى وافي إن المدرسة تعمل على تقديم الفن في الشارع، وأنهم يحاولون العمل مع الشباب المشاركين معهم من أجل لقاء ثقافات أخرى، ليتعرفوا على طرق مسرحية أخرى، ليتمكنوا من تطوير أدواتهم، والتعرف على الأشياء الغائبة عن تقاليد المسرح المصري.
وأضاف وافي أن العرض المقبل سيكون في مركز شباب التعاون بالهرم، التابع لمحافظة الجيزة.
وقالت ليليان فايز، منسق مشروع التبادي الثقافي والفني بين مدرسة “ناس”، ومدرسة الكوميديا بالدنمارك، في تصريح لموقع المعهد الدنماركي المصري للحوار، إن العرض المسرحي جاء بعد إقامة فنية استمرت 13 يوما، جرت خلالها تدريبات مسرحية على حركات الجسد، والارتجال، وارتداء الأقنعة، وأسلوب الكوميديا الإنسانية في الأداء المسرحي.
وأضافت أن التبادل الثقافي جرى برعاية المعهد الدنماركي المصري للحوار، ومعهد ما بين الثقافات بدولة الدنمارك.
شاهد العرض عشرات الأشخاص من فئات عمرية شتى، وصفقوا لمختلف المجموعات المسرحية التي شاركت في العرض، وتفاعلوا معهم ضاحكين، وخاصة حين كان يرتجل بعض الفنانين أثناء الأداء على خشبة المسرح، أو حين كان يتوقف أحدهم ليخبر الآخر أمام الجمهور شيئا عن أداءه في طريقة كوميدية.
وبدا لافتا مزج الممثلين بين اللغتين العربية والإنجليزية، واستخدام بعضهم، وخاصة القادمين من بلدان أوروبية، كلمات بالعامية المصرية، وهو ما أثار ضحك الجمهور أكثر من مرة.