ما هي أفضل الطّرق للتّعامُل مع التّحدّيات؟ كيف يُمكن التغلّب على التّباعُد والاستعانة بالاتصالات الرقميّة في زمن الكورونا؟
خلال اجتماعَيْن عبر برنامج “زوم” نظَّمتهما مبادرة “ديدي”، حاول مُمارسو مجال التعليم المدني الإجابة عن هذه الأسئلة وتشارَكوا تجاربهم.
خلال الاجتماع الأوّل على برنامج “زوم”، الذي عقدته مبادرة “ديدي” في ١٥ أبريل، بدأت الاجتماعات عبر الإنترنت تُصبح وسيلة ضروريّة وشائعة لمواصلة العمل، وأصبحت برامج وتطبيقات “زوم” و”سكايب” و”فيسبوك” و”واتسآب” هي المنصّات الأساسيّة للجلسات والمُحاضرات وورش العمل والنّدوات عبر الإنترنت. مِن ثمّ، كان جميع المُشاركين يُواجهون معضلات وتحدّيات جديدة، مِن بين التّحديات الأكثر شيوعًا هو إيجاد طُرقٍ للتّواصُل وتحديد الأشخاص الذين يُجرى معهم التّواصُل، وتبنِّي أيضًا اعتبارات جديدة بشأن انتقاء الموضوعات لأنّ البعض منها لا يصلح للمنصّات الإلكترونيّة. كانت المسافة التي خلقها الإنترنت تُمثّل تحدّيًا آخر، إذ سيكون مِن الصّعب على المُضيفين التّأكّد مِن اندماج كُلّ المُشاركين وتركيزهم خلال الاجتماعات. قدّم المُشاركون عروضًا تقديميّةً قصيرةً وحلولًا مُقترحةً خلال جولات المُناقشة في الغرف الجانبيّة.
صعوبة المراقبة
فضلًا عن ذلك، ركّز المُشاركون على مُعضلة استخدام المصادر المفتوحة بدلًا مِن المُغلقة، واختيار اللغة، وقام مُمثّل مِن مؤسسة “مساحات”، التي تعمل باتصالٍ وثيقٍ مع التعليم غير الرسمي، بتوضيح تلك المعضلة بمزيدٍ مِن التّفاصيل. وقد أكّد المُشاركون أنّ تكنولوجيا الإنترنت تُوفّر لهم كمًّا هائلًا مِن مواد المصادر المفتوحة، ومع ذلك تتعذّر مراقبة العمليّة التعليميّة. كما أنّ أدوات التعليم، خصوصًا أجهزة الكمبيوتر المحمولة، وتوافُر الإنترنت، ليسا مُتاحَيْن لجميع الأطفال.
أكّد أحد ممثّلي زمالة لازورد بالجامعة الأمريكية في القاهرة أنّ أوقات الإغلاق مثلت لحظة مُهمّة لمُنظّمات عديدة وساعدتها على إجراء مراقبة ذاتيّة، فقد استطاعت تلك المُنظّمات أن تلقي نظرة فاحصة لتحسين أدائها وإعادة هيكلة شبكاتها ومراقبة المُنظّمات الشريكة لها.
ومِن الجدير بالذّكر أنّ الاجتماع أداره كُلّ مِن علي عبد المحسن، مدير مشروعات التعليم بهيئة كير الدولية في مصر، وأيمن الحسيني مِن مبادرة مبتدأ والمسارات الجماعيّة، كما أدارا الاجتماع الثاني أيضًا عبر تطبيق “زوم” في 5 مايو. وفي هذه الجلسة، تعمّق المُشاركون في التّحديات الخاصّة وحلولها، وهيّأ الاجتماع مناسبة أُخرى لجميع المشاركين لتعلّم حيلٍ جديدةٍ وللاستمتاع بقدرتهم على مساعدة بعضهم البعض لمواجهة تحديات زمن الكورونا.
تعدّ جلسات “زوم” جُزءًا مِن مشروع “تول بوكس” (صندوق الأدوات) التابع لمبادرة “ديدي”، الذي يهدف إلى جمع المُمارسين والأطراف المعنيّة الأخرى في مجال التعليم المدني معًا لمشاركة المعرفة والخبرات والأفكار الجديدة وإلهام بعضهم البعض. يُمكنك قراءة المزيد عن مشاريع مبادرة “ديدي” من هنا.