وَقَعَ الاختيار على المُصوِّر الحرّ أنس كمال، للمُشاركة في برنامج “كانون” المرموق لتطوير الطّلاب هذا العام، وجاءت هذا الفرصة بعدما حضر دروسًا مُتقدِّمةً برعاية المبادرة الدنماركية المصرية للحوار عن التّصوير الصّحفي في القاهرة.
كتبت مارثا توده
يُقدِّم برنامج “كانون” المرموق الكثير مِن المزايا لتطوير الطّلاب هذا العام، منها حلقات دراسيّة حصريّة عبر الإنترنت مع روّاد الصّناعة ومراجعات لحافظات الأعمال بواسطة مُحرّري الصّور العالميين والوصول المفتوح للمنصّة الرّقميّة الخاصّة بـ“فيزا بوليماج” (Visa Pour l’Image). تستغرق ورشة العمل التعليمية الإلكترونية ثلاثة أيامٍ، وتستهدف دارسي التصوير الفوتوغرافي مِن جميع أنحاء أوروبا والشّرق الأوسط وإفريقيا، الذين يسعون إلى احتراف مهنة التّصوير. وفي هذا العام وقع الاختيار على المُصوِّر الحُرّ أنس كمال، البالغ من العمر 25 عامًا، الذي يعيش في المنوفية بمصر، ليكون أحد المُختارين مِن 204 مُشاركين.
يقول أنس كمال: “قدَّم برنامج ’كانون’ بعض المُحاضرات المُهمّة للغاية والمُلهمة، وبعض هذه المحاضرات قدَّمها مُصوِّرون عظماء تحدَّثوا عن رحلتهم في التصوير وكيف يعملون على كتابة قصصهم ومقالاتهم خطوة بخطوة. وقدَّم مُحرِّرو الصّور محاضرات أخرى وشرحوا كيفية اختيارهم قصصًا ومقالات للنشر، كما نصحونا أيضًا بما يُمكننا تقديمه في عملنا باعتبارنا مُصوّرين شباب بأفضل طريقة ممكنة”.
اسْرُدْ قِصَّةً
بدأت رحلة أنس كمال ليُصبح مُصوِّرًا مُعتَمَدًا قبل ثلاث سنوات، وعلى الرغم مِن دراسته للهندسة الكهربائية في جامعة المنوفية فإنّه كان يقضي وقت فراغه في التقاط الصّور للمناظر الطّبيعية المحيطة فضلًا عن الصّور الشّخصيّة لأصدقائه ولعائلته، ويعمل اليوم مُصوِّرًا حُرًّا مُتخصِّصًا في التّصوير الوثائقي وتصوير مَشاهد الحياة اليومية.
يقول أنس: “لقد تعلَّمتُ التصوير الفوتوغرافي بنفسي وفُزتُ بالفعل في مُسابقة صور صحفيّة عالميّة مُهمّة في موسكو، لكن بعد عودتي مِن مُهمّة في غانا بدأت في تعديل حياتي وشعرت أنّها لم تكُن كما أردتها ولم أعلم كيف أجعلها أفضل، فسألت أصدقائي عمّا إذا كانوا يعرفون أي دورات تدريبية جيِّدة يُمكن أن أدرسها، واقترح أحد أصدقائي أن ألتحق بدورة المدرسة الدنماركية للصحافة والإعلام في التصوير الصّحفي، ومِن تلك اللحظة قرأت محتوى الدورة وأدركت أنّها ما أبحث عنه بالضّبط.”
تقدَّم أنس كمال لبرنامج “كانون” الذي يعمل على تطوير الطّلاب، بعد حضوره دورة المدرسة الدنماركية للصحافة والإعلام في التصوير الصّحفي العام الماضي في القاهرة. وتهدف الدورة إلى تعليم المُصوِّرين المصريِّين الشّباب الجوانب المُختلفة للتصوير الصّحفي؛ مثل الصّور الصّحفيّة والصّحافة المكتوبة والبحث وكتابة مُقترحات المشاريع. وقد صمَّمت ونفّذت المدرسة الدنماركية العالمية الشّهيرة للصحافة والإعلام هذه الدورة التدريبية بالتعاون مع “فوتوبيا” وبرعاية المبادرة الدنماركية المصريّة للحوار، ودرَّس في نسخة العام الماضي المُصوّرون الصّحفيّون الدنماركيّون سورن باجتر ومادز جريفا وجيتا لوك.
يُضيف أنس كمال قائلًا: “أهمّ شيء تعلَّمته هو كيفيّة تحضير قِصَّتي، فقد تعلَّمتُ ما الذي ينبغي أن أُصوِّره حتّى أكتب قِصَّة جيِّدة وكيف أُحرِّر صوري كي أُقدِّم رواية جيِّدة، وكما قال أُستاذي سورن باجتر: ’إننا مُصوِّرون غير خياليّين، ولا نؤلِّف أُسطورة أو قِصّة، لكننا نروي القصص الموجودة‘، ولهذا السّبب أرى نفسي مُصوِّرًا صحفيًّا”.
إعطاء مساحةٍ للمجهولين
يُركِّز أنس في عمله بالفعل على قضايا إنسانية مُختلفة، وبالنّظر إلى حافظة أعماله سيُلاحِظ المرء فورًا أنّ أغلب أعماله تتمحور حول الحياة اليوميّة وظروف المعيشة في المُجتمعات المُهمَّشة، ومِن خلال صوره يروي قصص الناس الذين يُصوِّرهم مصحوبة بمُقدِّمة قصيرة، فمثلًا مشروعه “الجبل الأبيض” يجذب الانتباه إلى ظروف العمل الخطرة للشّباب الذين يعملون في محاجر الطّوب الأبيض في صعيد مصر. ويُظهِر مِن خلال صوره الخلّابة والمُثيرة التي يُغطِّيها الدّخان الأبيض، العُمّال وهم يعملون في استخراج الطّوب الأبيض مِن الجبال باستخدام آلات خطيرة وتُغطّيهم سحابة مِن الغبار عالقة في الهواء.
يستطرد أنس قائلًا: “لطالما ألهمتني حياة الناس وعاداتهم والصّعوبات التي يُواجهونها وخصوصًا الحياة في المجتمعات الصّغيرة التي لا نعرف عنها الكثير، وآمل بصوري أن أُعطي مساحة للمجتمعات المجهولة والمُهمَّشة، فقد كنت دائمًا أعتبر التصوير أداة قويّة لجعل الناس يرون ويفهمون ويتذكَّرون الأمور التي لا يُصادفونها في حياتهم الخاصّة.”
يعمل أنس حاليًّا على مشروع التخرُّج لدورة المدرسة الدنماركية للصّحافة والإعلام، الذي يُركّز فيه على اللاجئين السّودانيين في مصر، ويأمل أن ينال منحة لدراسة التصوير الصّحفي والتصوير الوثائقي ربما في المدرسة الدنماركية للصّحافة والإعلام في الدنمارك.
يُمكنك قراءة المزيد عن عمل أنس كمال على موقعه:
https://anaskamalph.wixsite.com
يُمكنك معرفة المزيد عن دورة المدرسة الدنماركية للصّحافة والإعلام في التصوير الصّحفي في القاهرة:
ورشة عمل سورن باجتر مِن هنا.
ورشة عمل مادز جريفا مِن هنا.
ورشة عمل جيتا لوك مِن هنا.
مروة سعودي، هي مديرة المشروع في المبادرة الدنماركية المصرية للحوار.