بقلم/ رازموس بوجيسكوف لارسن
ليه لازم السيدات اللي بيقودوا يتقابلوا سوا؟ كلهم بيعملوا حاجات كويسة أوى
كان هذا هو السّؤال الذي وجّهه بعض الزّملاء مِن الذّكور لكاترين إبدرب عقب مُشاركتها في شبكة “نساء يأخذن زمام القيادة” التي تنظّمها المبادرة الدنماركية المصرية للحوار، وأبدت كاترين سعادتها بهذا السّؤال.
أجابت كاترين: “إحنا محتاجين فعلًا للمحادثات دي. في الدنمارك، رغم اعتقادنا بإننا في مجتمع متساوي، لكن النساء لسه بتواجه تحديات متعلّقة بالهيكل، علشان كده مقابلتنا ومناقشتنا للتحديات دي شيء مفيد أوي، أنا اتكلّمت مع زملائي عن تجربتي في الشبكة وعن المناقشات اللي عملناها، وده وصلنا لحوارات كويسة أوي. لمّا تجتمع 20 سيدة من خلفيات مختلفة وكانوا اختبروا التحديات المتعلقة بالهيكل، ده يسهل علينا إقناع الآخرين بوجودها.. الموضوع مش متعلّق بيّ وبس”.
ترْأَس كاترين إبدرب دامغارد تحالُفًا حديث التأسيس يهدف إلى تعزيز التأثير السّياسي للقطاع الثقافي بالدنمارك، ويضم جمعيات تمثّل المكتبات والمسارح والمتاحف، ويتيح لها التحدّث بصوتٍ واحدٍ مع السياسيين والأطراف المعنية.
أضافت كاترين إبدرب، القائدة ذات الواحد والثلاثين ربيعًا، أنّها محظوظة بوجود عدة شبكات جيّدة في حياتها العمليّة، لكن كانت تنقصها شبكة تمكّنها مِن التحدّث عن التحديات الخاصّة التي تُواجه النساء القائدات الشّابات.
وقد ذكرت: “كان شيء لطيف فعلًا إنّي أكون موجودة في مكان كلّ اللي فيه واجهوا التحديات اللي واجهتها وأنا شابة قائدة عندها طموحات كبيرة. في الحقيقة مشاركة التحدّيات دي في شبكات تانية بيكون صعب، لأنّها مش بتتاخد على محمل الجد. كان شيء عظيم إنّي أقدر أشارك الإحباطات اللي واجهتني لمّا مثلًا اتعاملت زي مساعدة في أحد الاجتماعات، وطلب منّي الحضور أعملهم قهوة رغم إنه في الحقيقة أنا اللي كنت بادير الاجتماع ده. استفدت كتير لمّا سمعت إزاي السيدات التانية قدرت تتعامل مع تجربة زي دي، وإيه الأدوات اللي استخدموها”.
أفصحت كاترين إبدرب دامغارد مؤخّرًا عن شعورها بمزايا الشبكة عند إجرائها مقابلات العمل قائلة: “اللي حصل بالظبط كان هو اللي اتكلّمنا عنه كتير في الشبكة، كانت السيدات كلّها مستعدّة كويس أوي لمقابلة العمل، وكانوا عارفين كلّ حاجة عن المنظّمة، في حين كان معظم الرجالة مش معاهم حتى نوتة علشان يكتبوا ملاحظات، وبالكاد بصّوا على الموقع الإلكتروني بتاعنا. إحنا اتكلّمنا كتير في الشبكة عن شعور السيدات الغريزي برغبتهم في الظهور على إنّهم مؤهلين وعارفين بيتكلّموا عن إيه، وده غالبًا نابع مِن إن جوّاهم رغبة بالسّيطرة. على عكس الرجالة واثقين من أدائهم ومتأكّدين إنّهم حتى لو مانجحوش في المقابلة هايقدروا ببساطة يلاقوا وظيفة في مكان تاني”.
إذًا، ما هو تصرّفكِ كقائدة في هذا الموقف؟
أجابت كاترين إبدرب: “أظن إننا محتاجين نعمل اللي عملناه في الشبكة، ومحتاجين تسيير المحادثات في أماكن شغلنا علشان نقدر نعرض الدينامكيات دي ونتكلّم عن اللي نقدر نتعلّمه مِن بعض. المثالية مش إن الكل يعمل زي السّيدات ما بتعمل، فيه رجالة محتاجين يستعدّوا أكتر ويحضروا نفسهم للمقابلات، وفي سيّدات كتير بيكونوا جاهزين بزيادة وعايزين يسيطروا على الأمور لدرجة إنّهم بيفقدوا مصداقيتهم في مقابلة العمل.. إحنا محتاجين نقلل من احتياجنا للسيطرة”.
في أثناء انعقاد شبكة “نساء يأخذن زمام القيادة”، تعرّضت المشاركات لتحدّي مواجهة الخلافات وتطوير حججهن.
شرحت كاترين: “ده واحد من التدريبات اللي استمتعت بيها فعلًا. اتقالت لنا عبارة وكان علينا نحدد رأينا بناء على مدى موافقتنا أو اعتراضنا على العبارة دي. ثمّ عرض اللي وافقوا واللي اعترضوا أقوى حججهم وعملنا مناظرة بين الفريقين، وفي الآخر كان علينا إننا نكتشف إذا كانت الحجج والمناقشات دي غيّرت رأي أي حد مننا ولا لأ.”
فوجئت النساء بكم القواسم المشتركة بينهن؛ فهنّ لم يتشاركنَ وجهات النظر حول كل شيء، وإنما كانت اختلافاتهنّ متجذرةً في شخصيّاتهنّ أكثر منها في البلد الأصل.
أضافت كاترين: “طبعًا في بعض الاختلافات الكبيرة بين الدنمارك ومصر. في الدنمارك، مش بنتكلّم كتير كده عن تأثير الدّين في حياتنا اليوميّة مثلًا، في الحقيقة ده موضوع صعب نناقشه مع أصدقائنا وعائلاتنا. أمّا في مصر، بيتكلّموا عن تأثير الدّين بشكل منفتح وصريح، لكن السيدات في فريقنا قالوا لنا إن الموضوع ده ممكن يشغل مساحة كبيرة”.
رغم الاختلافات دي، ماحسّيتش أبدًا إننا معسكرين. كان في مجموعة وجهات نظر مختلفة بين الدنماركيّين وكذلك بين المصريين. مثلًا، اتكلّمنا كتير عن عمل توازن كويس بين الشغل والحياة الخاصّة. هل إنت محتاج تتنازل عن طموحاتك لو عايز تجيب أولاد؟ بعض الناس بتحب تقضي وقت كبير مع أولادهم، إنما مجموعة تانية بتعتقد إن وجود الأولاد في رعاية ناس غير أسرتهم بيساعد في تنميتهم، ودي كانت مناقشة ممتعة فعلًا مع وجود مساحة للفروق الدقيقة.
كاترين إبدرب دامغارد
رسّخت الشبكة مِن إيمانها بقدرة القادة النّساء على تمهيد الطريق للآخرين. واختتمت كاترين حديثها قائلة: “إحنا 20 شخصية وإحنا برهان ممتاز على إن المرأة ممكن تبقى طموحة زي الرّجل تمامًا، وممكن تبقى قائد كويس زي الرّجل. مهم جدًّا إننا كسيّدات نساهم بنفسنا في تطبيع العالم اللي نفسنا نعيش فيه.. لازم نعيش التغيير اللي عايزين نشوفه.”