ناقش صحفيون وخبراء بمجال الإعلام، في جلسة رئيسية بمنتدى إعلام مصر 2018، “التحديات التي يواجهها الإعلام التقليدي”
نظم المنتدى، النادي الإعلامي بالمعهد الدنماركي المصري للحوار (DEDI)، بالشراكة مع جريدة الوطن المصرية، في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من أكتوبر 2018، بمشاركة واسعة لخبراء وصحفيين وإعلاميين، ينتمون لمؤسسات مصرية وعربية ودولية مرموقة.
أدار الجلسة الإعلامي رامي رضوان، وتحدث فيها رئيس مكتب صحيفة نيويورك تايمز بالقاهرة ديكلن وولش، ورئيس قسم الوسائط المتعددة في بي بي سي عربي محمد يحيى، ورئيس قناة سي بي سي اكسترا نيوز ألبرت شفيق.
وقال وولش إن التركيز الأول “لما نقوم به اليوم في نيويورك تايمز هو الموقع الإلكتروني للصحيفة، وحوالي 85% من طاقة غرفة الأخبار في نيويورك تايمز تتمحور حول موقعها الإلكتروني”.
وأضاف أن الإعلام الرقمي فتح طرقا مختلفة للسرد أمام الصحفيين.
ومن جانبه، وصف ألبرت شفيق التحديات التي يواجهها الإعلام التقليدي، وخاصة التلفزيون، بـ”الكبيرة”.
وقال شفيق إن الإعلام البديل يستطيع تغطية الأحداث أسرع من الإعلام التقليدي، وأشار إلى أن “القنوات التلفزيونية تأخذ من الإعلام البديل الشكل الذي يناسبها في تقديم مختلف المواد الصحفية”.
كما أشار إلى وجود “منتج وسط بين الإعلام التقليدي والرقمي تحاول قنوات التلفزيون تقديمه من خلال منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي”.
ورأى شفيق أن المعالجة الشاملة للأخبار هي “ما يضمن للمحتوى التلفزيوني الانتشار والصمود أمام تحديات الإعلام الجديد”.
ومن جانبه، قال محمد يحيى إن تطورات قدرات الهواتف الذكية من أبرز السمات المؤثرة في صناعة المحتوى الصحفي.
وأضاف: “المتلقي لم يعد مستعدا للالتزام بتوقيتات محددة لمتابعة برامج تلفزيونية أو إذاعية.. صار يتابع ما يشاء في أي وقت”.
وعاد وولش للحديث بالقول إن “سرد القصص بطرق لم نتخيلها من قبل هو ما يشغلنا حاليا، ولا نرى أننا في نيويورك تايمز مجرد جريدة بل نعتقد أننا في حاجة لاستيعاب كل الأدوات الجديدة في السرد الرقمي، كما أننا مشغولون في نيويورك تايمز بالحصول على اشتراكات أكبر من الجمهور لنجد أرضية نقف عليها”.
وأضاف وولش: “ما ننتجه كصحافة وإعلام تغير.. ونحن في نيويورك تايمز حريصون على تقديم محتوى عالي الجودة للجمهور”.
وتحدث شفيق عن وضع القنوات التلفزيونية، فقال إنها “تعتمد بشكل رئيسي على الإعلانات في تغطية ميزانيتها العامة، وأن الجمهور المصري والعربي لم يألف بعد فكرة دفع المال مقابل مشاهدة محتوى معين”.
وتابع شفيق: “لا شيء موثق فيما يخص نسب المشاهدة عدا منصات التواصل الاجتماعي، وسوق الميديا لا يتحرك وفق قواعد واضحة.. ولا توجد أرقام حقيقية يمكن الاحتكام إليها في نسب المشاهدة أو قياس النجاح، والشاشات المصرية تقدم جرعة طبخ فوق احتمال المرأة المصرية”.
كما تحدث يحيى عن وضع بي بي سي، وقال: “بي بي سي مؤسسة خدمة عامة لا تهدف للربح.. وتحسين مواردنا يصب في صالح التدريب وتطوير منتجاتنا، وتلفزيون بي بي سي هو الأكثر مشاهدة من الجمهور لدينا مقارنة بإذاعة بي بي سي وموقعنا الإلكتروني”.
وعن العلاقة مع مواقع التواصل الاجتماعي، قال وولش: “نستخدم تويتر وفيسبوك لجذب الأشخاص إلى قصصنا الصحفية المنشورة في نيويورك تايمز، ولدينا رؤية واضحة حول الوجود الذي يجب أن نحظى به عبر وسائط التواصل الاجتماعي”.
وذكر وولش أن الأخبار تتحرك عبر الوسائط الاجتماعية ألف مرة أسرع من وسائل الإعلام التقليدية، مضيفًا: “نراقب تويتر من خلال أدوات مخصصة لذلك لدينا في نيويورك تايمز، ويمكننا التحقق مما هو حقيقي أو غير حقيقي”.
وحول فكرة المصداقية والسبق، قال شفيق إن إذاعة خبر واحد غير صحيح تهدد بنسف مصداقية أي مؤسسة إعلامية.
وأضاف أن الجمهور بدأ يتعامل بوعي مع الأخبار، وصار يبحث عن مصادر لديها مصداقية في تقديم محتواها.
ومن جانبه، قال محمد يحيى: “معايير صارمة تحكم عملنا في بي بي سي عندما نريد نشر أي شيء من وسائل التواصل الاجتماعي، وعلينا كصحفيين التعامل بمهنية وبحذر شديد مع ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتحدث وولش قائلًا: “نخدم القراء التقليديين بشكل تقليدي لكننا نحاول أيضا أن نخدم الشرائح الأخرى التي تفضل أن يكون سرد القصص بأشكال مختلفة، ونخدم جمهورنا في نيويورك تايمز عبر وسائل التواصل الاجتماعي كافة بما فيها تويتر وسناب شات وغيرهما”.
وقال شفيق إن “الاستسهال يؤدي إلى خروج منتج صحفي مشوه يؤدي إلى مصائب”.
وتلقى المتحدثون في جلسة “التحديات التي يواجهها الإعلام التقليدي” أسئلة المشاركين وأجابوا عنها، حيث قال شفيق إن مصر عاشت عصر الإعلام الأوحد لسنوات طويلة جدا.
وقال وولش إن الإعلام الرقمي يمارس تأثيرا ملموسا ويلعب دورا أفضل من الإعلام التقليدي.
وتوقع شفيق انكماش سوق الإعلام “ما لم يطرأ تغيير إيجابي في حجم سوق الإعلانات”.
وختم يحيى حديثه بالقول إن متوسط الأعمار في المنطقة العربية “صغير” ولابد أن تضع المؤسسات الإعلامية ذلك في عين اعتبارها.
وجاء المنتدى الذي حمل عنوان: “الإعلام وعصر ما بعد المعلومات.. خطوة للأمام”، بالتعاون مع عدد من الصحف ووسائل الإعلام المصرية والدولية، منها: بي بي سي، والتلفزيون الألماني، والأهرام، والأخبار، والشروق، والتحرير، وموقع مصراوي.
وشارك في الفعاليات صحفيون من مؤسسات إعلام دولية، مثل: بي بي سي، والتليفزيون الألماني، ونيويورك تايمز، وفرانس ٢٤، وراديو مونت كارلو، وهيئة تنظيم الإعلام البريطاني (أوف كوم).
وكان النادي الإعلامي قد استقبل نحو 1200 طلب بالتسجيل لحضور المنتدى، من صحفيين وطلاب جامعات، مصريين وعرب، ينتمون لشرائح عمرية متنوعة