النّهج النّسائي
يدور “أنفاميليار”، كما يُوحي الاسم، حول إنشاء تجربة “غير مألوفة”، مثل أن تذهب إلى مناسبةٍ تتولّى فيها السيّدات مسؤوليّة التنظيم وإعداد قوائم المدعوّين وبرنامج الحفل.
تشرح زينة: “بدأت “أنفاميليار” في القاهرة مِن خمس سنين لمّا شوفت حرفيًّا إن كل اللي اتعاملت معاهم في حياتي المهنيّة في الدي جي كانوا رجال. كنت عايزة أخلق تجربة تخلّي السيدات حاسّين بالرّاحة لمّا يعرفوا إنّ سيدات زيّهم همّ المُنظّمين”.
وتُضيف زينة: “لمّا تشوف أي مجال مِن مجالات الحياة، هتلاقي السّيّدات بيشتغلوه بشكل مُختلف شوية. التجربة بتختلف لمّا المرأة تكون هي المسؤولة. لمّا بادخل الـclub بحب ألعب مع نفسي لعبة، باخمّن مِن غير ما أبص إذا كان الدي جي رجل ولا امرأة، وبانجح في تخميني دايمًا. ببساطة، المرأة بتحكي القصّة بطريقة مختلفة، ودايمًا باحس إننا بنختبر نص الحياة لمّا مابنشوفش غير الطّريقة اللي الرجال بتعمل بيها شغلها.”
كانت زينة عضوًا نشطًا في مجتمع الدي جي بالقاهرة على مدار السّنوات العشرة الماضية. واتّخذت حياتها منحنى غير مُتوقّعٍ عندما ذهبت خلال السّنة الثّانية لدراستها في كُلّية الحقوق إلى حفلة رقص بكندا. وهنا أدركت على الفور أنّها تريد الخوض في عالَم الموسيقى الإلكترونية ومنافسة الدي جي، ولم تنظر إلى الوراء منذ ذلك الحين. (تصوير: دانية هاني)
أدارت زينة مِن الاستوديو المنزلي الخاصّ بها في المعادي، عدّة ورش عمل في الدي جي خاصّةً لصديقاتها ومعارفها مِن السّيدات اللاتي أظهرن اهتمامًا بالتعلّم. عندما سألتها “ديدي” عمّا إذا كانت مُهتمّةً بالتّعاون مع تيا كورب، لم تُفكّر زينة في الأمر مرَّتين.
تُوضّح زينة: “أعتقد إن لمّا السّيّدات يعلّموا السّيّدات بيكون الأمر أكثر جاذبيّة. أنا شخصيًّا بذلت أقصى جهدي علشان أحاول أخلق بيئة آمنة ومريحة لصديقاتي علشان يقدروا يسألوا أسئلة عن كيفيّة تنسيق أغاني الدي جي، ويجرّبوا يعملوا كده. مِن السّهل جدًّا إنّك تخاف لمّا تقف قصاد وحدة التحكّم اللي مليانة زراير وكابلات، لكن في الواقع إنت بس محتاج تزيل الغموض عن التجربة دي”.
مساحة آمنة
في الأُمسيّة الأخيرة على السّطح، كانت الفتيات يُتممن الاستعدادات النّهائيّة لمجموعات تخرّجهن. وقريبًا، ستُؤدّي كُلّ منهنّ لمدّة 15 دقيقةً أمام المُعلِّمات وبعضهنّ البعض. وتتحدّث الفتيات بارتياحٍ بينما يوصّلنَ الكابلات ويُجربن فحوصات الصّوت، ويتواصَلْنَ مع زينة أو تيا كورب عند حاجتهنّ إلى مُساعدةٍ أو دعمٍ فنيّ.
حرصت زينة وتيا إلى جانب مُشاركة معرفتهما حول كيفيّة المزج ومُطابقة الإيقاع واستخدام أنواع مُختلفة مِن البرامج، على التغلّب على الصّورة النّمطيّة السّائدة بعدم قدرة السّيّدات على التّعامُل مع الأجهزة الإلكترونيّة مثل الرّجال. ومع ذلك، لم تصبّ زينة وتيا كل اهتمامهما على المهارات التقنيّة المُكتسَبَة ولا على القدرة على استكشاف الأخطاء وإصلاحها.
قالت تيا: “باتمنّى إن البنات تُدرك إنّهم مش لوحديهم، وإن فيه مجتمع عالمي مش بس محلي بيدعمهم. أتمنّى إنّهم يواصلوا شغلهم في الدي جي بطريقة أو بأخرى”.
بعد ثلاثة أيامٍ فقط مِن التّدريب، كانت الفتيات على استعدادٍ لتشغيل أوّل قائمةٍ مصغّرةٍ للدي جي أمام مُعلّماتهنّ وبعضهنّ البعض. وتأمل تيا أن تكون هذه مُجرّد البداية: “كانت ورشة العمل المؤقّتة كويسة لأنّها أظهرت احتياجات شابّات الدي جي في مصر، وهمّ محتاجين لنفس الحاجة في كلّ مكان في العالم: مكان آمن يقدروا يروحوه ويتعلّموا فيه ويكبروا مع بعض”. (تصوير: دانية هاني)
وأضافت تيا: “المُجتمعات مُهمّة لأنّها بتفرق كتير؛ فالأمر هيختلف تمامًا لو كنت مجموعة مِن 40 سيّدة بيدعموا بعضهم عن لو كنتي سيّدة بتحاول الحصول على حجوزات لوحدها. لو كُل لاعبات الدي جي دعموا بعض هتحصل حاجات كتير أوي”.
في مصر خصوصًا، تُنظَّم حفلات عديدة بشكلٍ خاصٍ مِن قِبل مجموعاتٍ مختلفةٍ مِن الدي جي، ولذا الانضمام إلى ذلك المجتمع وأن تُصبِح جُزءًا منه يُمثّلان طريقةً ناجحةً للدخول إلى المَشهد.
تُضيف زينة: “فيه ناس كتير وخصوصًا فتيات الدي جي الصّغيرة اللي ظهروا حاليًّا، بيعملوا حفلات مع بعض لإنّهم لسه جداد وعايزين يتحجزوا. وعلشان كده أعتقد إنّه كُلّ ما زادت مهارة منسّقات الدي جي مِن السّيّدات، وكُل ما زاد عدد المجتمعات اللي تقدر تبنيها، هاتزيد قدرة البنات دي إنّها تخلق فرص ليهم”.
“محتاجة أعيش في عالَم السّيدات فيه بتشارك بصوتها”. لهذا السّبب أسست زينة منسّقة الدي جي “أنفاميليار”، واحدة مِن مجموعات الدي جي القليلة جدًّا في مصر التي تُسلّط الضّوء على الفنانات وتروّج لهنّ في المَشهد الموسيقي الإلكتروني. (الصورة من تصوير: دانية هاني)
إقامة علاقات جديدة أمر يدعو إلى التّفاؤل، إذ سيتسنّى لبعض الفتيات أن يذهبن إلى كوبنهاغن، وسيمنحهنّ ذلك الفرصة لاكتساب خبرةٍ دوليةٍ وتوسيع شبكاتهنّ بشكلٍ أكبر.
تُدير سارة بهجت، مسؤولة المشروعات في “ديدي”، مشروع “فيوتشر فيميل ساوندز” في القاهرة، وقد تحدّثت إلى VICE حول ورشة العمل الخاصّة بالنّساء فقط. يُمكنك قراءة المقال مِن هنا (باللغة العربية).
يمكنك قراءة المزيد من مبادرة “ديدي”
حفل في “يلو تيب”
تغيُّر الأوضاع
داخل مُكبّر صوت