أصبحت الدورات التدريبية وورش العمل التي تقام حول أهمية الحوار أكثر شعبية بين طلبة الطب في جامعة المنصورة. ويتعاون سفراء الحوار بمصر والاتحاد الدولي لطلبة الطب على تدريب اطباء المستقبل على ثقافة الحوار.
بقلم أحمد بزوم ومارثا فلايفهولم تودة
“لا شك أن مقدمي الرعاية الصحية لابد أن يكونوا قادرين على اجراء الحوار”. تؤكد سما العراقي الطالبة بكلية الطب: إن الأطباء في الوقت الحاضر يحتاجون لمعرفة المهارات الحوارية بقدر أهمية معرفة التشريح والقدرة على التشخيص السليم. كما يشكل الحوار أيضاً مفتاحاً للمساواة في الرعاية الصحية، فهو يساعد على الفهم ويجعل تنحية الاختلافات الاقتصادية والثقافية والإيديولوجية المحتملة بين الطبيب والمريض أكثر سهولة”.
تدرس سما العراقي في عامها السادس بكلية الطب، كما أنها تعمل كمدربة متطوعة في الاتحاد الدولي لطلبة الطب، وهي منظمة طلابية طبية، تقدم دورات تدريبية لتنمية المهارات الشخصية محليا ودوليا وتوفر مساحة آمنة للأطباء المستقبليين لمعرفة وتطوير إمكاناتهم.
في عام ٢٠١١، قام سفراء الحوار بمصر بتعريف المنظمة علـي ثقافة الحوار. ومنذ ذلك الحين، تقوم المنظمة بتيسير التدريبات وورش العمل ودوائر الحوار حول الموضوعات ذات الصلة المرتبطة بالمجال الطبي. ومع إدراكهم للمسؤوليات التي تنتظرهم، يرى طلبة الطب أن هذه الفرصة اتاحت لهم مناقشة وايجاد الحلول للمواقف الصعبة التي قد يواجهونها في المستقبل.
تضيف سما: “حضرت جلسات مع سفراء الحوار بشأن أخلاقيات الطب، والتي كانت مفيدة إلى حد لا يصدق لأننا تمكنا من استكشاف الأوجه الصعبة للأخلاقيات الطبية بسهولة، وكان الحاضرون قادرون على التعبير عن وجهات نظرهم وأفكارهم من دون أي أحكام”.
“في مجتمعنا، نسارع دوماً إلى الوقوف مع جانب ضد جانب آخر، ونهاجم أي شخص يعارض أفكارنا. وهذا من شأنه أن يخلق بيئة سامة ويجد الناس صعوبة كبيرة في الثقة في بعضهم البعض، ولهذا فإن الحوار يشكل أهمية كبرى باعتباره وسيلة آمنة لدعم السلام والتعايش والتفاهم المتبادل”.
والواقع أنه في الآونة الأخيرة اصبح التركيز على الصفات الإنسانية للطبيب مثل التعاطف والقدرة على التواصل، والشرح، والتعاون، وإظهار الفهم، في ازدياد. وفي الدنمارك، اعتبر اجراء اختبارات الشخصية جزءا إلزاميا من الاختبارات المؤهلة للالتحاق بكلية الطب. كما أن النسخة الحديثة من قسم أبقراط ـ القسم الأخلاقي الذي يتعين على الأطباء أن يؤدوه عندما يصبحون أطباء وفقاً للتقاليد ـ والذي يؤكد أن الطبيب يدرك أن “الدفء والتعاطف والتفاهم قد يفوق سكين الجراح أو عقار الكيميائي“.
ويشرح أكرم الشامي، وهو طالب في السنة الرابعة بكلية الطب بجامعة المنصورة ومدرب بالاتحاد الدولي لطلبة الطب: “يتعين علـينا كأطباء نقوم بإعداد أنفسنا للمستقبل أن نفهم أهمية مهارة الحوار. فهو وسيلة لبناء علاقة احترافية بين الطبيب والمريض تقوم على الثقة والاحترام. ويجب علينا كأطباء أن نتقبل جميع المرضى كحد أدنى من إظهار الاحترام لأسرهم المتأثرة من الوضع. فمن خلال الحوار، ينتج التفهم، مما يؤدي إلى خلق الثقة اللازمة بين الطبيب والمريض”.
وباعتباره مدرب معتمد بالاتحاد الدولي لطلبة الطب، فأكرم مسؤول عن تنظيم حملات توعية لحماية حقوق المرضى. وهو ينظم ورش عمل بشأن المواضيع المتعلقة بالطب، باستخدام أساليب تدريبية بديلة مثل لعب الأدوار، والمحاكاة، وتبادل الخبرات. ومع ذلك، فهو لا يزال يشارك في التدريبات التي ينظمها سفراء الحوار، حيث يرى أنها تقدم له الفرصة لمواصلة التعلم والتطوير.
“لقد قمت بالتدرب مع سفراء الحوار أكثر من مرة، واشتركت في تدريباتهم المقدمة للميسرين، وورش العمل الخاصة بالحوار، والدوائر الحوارية. وهم بارعون في خلق مساحة للمناقشة والاستماع، وأنا استلهم منهم عندما أقوم بتدريب آخرين”.
في المنصورة أبدى عدد كبير من الطلبة والطالبات اهتماماً بتدريبات الحوار التي يقيمها كل من سفراء الحوار والاتحاد الدولي لطلبة الطب وقد أدى ذلك إلى إنشاء برنامج تدريبي مكثف لمدربي الحوار المعتمدين، على استعداد لتدريب طلاب في المستقبل.
تعمل مارثا فلايفهولم تودة وأحمد بزوم في المبادرة الدنماركية المصرية للحوار.