بقلم/ أماني فايد ورنا جابر
فتحت “أكاديمية التعليم الحواري المُمتع” أبوابها للسّنة الثّالثة أمام ثماني مُبادرات هذه المرّة، وَقَعَ الاختيار عليها مِن بين ما يقرب مِن 50 طلبًا قُدِّم مِن مختلف المُحافظات المصريّة. ومنذ البداية، تمثّل الهدف الرّئيسي للأكاديميّة في دعم هذه الكيانات الناشئة حديثًا بمختلف الطّرق؛ بما في ذلك تقديم مجموعة مِن البرامج التدريبيّة التي تسترشد بالمنهجيّات المبتكرة لتُساعد في تطوير أداء تلك الكيانات وبالتالي استدامتها.
قدَّمت الأكاديميّة هذا العام مجموعتَيْن مُختلفتَيْن للتّدريب؛ إحداهما تهتمّ بإدارة المبادرات واستدامتها، والأخرى تُعنى بالمنهجيّات المُبتكَرَة في مجال التعليم المُمتع. فيما يخصّ المجموعة الأولى، تدرّبت على نظريّة التغييرات وجمع الدّعم المادّي والتّسويق، أمّا المجموعة الأخرى، فتدرّبت على التلعيب والفنون والحوار. ينتهج التدريب منهجيّة شديدة الفاعلية والجاذبية حيث تتعلّم المبادرات عن طريق المُمارسة.
تهدف الأكاديميّة أيضًا إلى تطوير شبكةٍ واسعةِ النّطاق مِن الجهات الفاعلة في مجال التعليم المدني الممتع إلى جانب سعيها لتلبية احتياجات كُلّ المُبادرات المُسجّلة. وتضمّ الشّبكة مبادرات مِن مجموعات الطّلاب السّابقين فضلًا عن المُدرّبين والمُوجّهين الذين يتطوّعون ويُقدّمون وقتهم وجهدهم لدعم المبادرات، كما تعمل على خلق مساحةٍ آمنةٍ وإتاحة الفرصة لهذه المبادرات لتبادُل الخبرات ومساعدة البعض.
صبية مِن الإسماعيلية، تعمل هذه المبادرة لأجل حقوق المرأة والطّفل بالإضافة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين، وتسعى إلى زيادة التوعية مِن خلال الفعاليات الاجتماعيّة والحملات عبر الإنترنت حول موضوعات مثل ختان الإناث والتحرّش الجنسي وزواج القاصرات. مِن ناحيةٍ أُخرى، تهتمّ مبادرة “صبية” بتوفير الدّعم القانوني والصّحي للمُنتفعين.
دوناتس في المنوفية والقاهرة، تعمل هذه المبادرة مع المُراهقين على التوعية والوقاية مِن التنمّر والسّعي لمستقبل أفضل للصّغار، وتُنفّذ ورش عمل حواريّة تُساعد المُراهقين على اكتشاف أنفسِهم وقبول الآخر لأجل مُجتمعٍ يحترم حقوق الجميع. انضمّت مبادرة “دوناتس” إلى أكاديميّة التعليم الحواري الممتع، وتطمح مِن خلال ذلك إلى دمج المنهجيّات المُبتكَرَة لتعزيز ورش العمل الخاصّة بها وأنشطتها الجذّابة للحفاظ على اهتمام المُراهقين.
أنا مصريّة أصيلة، تعمل هذه المبادرة في عدّة محافظات مِن القاهرة حتّى أسوان، وتهدف إلى إمداد الشّباب بالمهارات القياديّة وتطوير قيم المسؤوليّة وحسّ الانتماء والتعايُش السّلمي، وذلك مِن خلال الأنشطة الترفيهيّة؛ مثل الفنون التمثيليّة والسّرد القصصي وتشكيل الصّلصال والرّسم وصنع المشغولات اليدويّة.
مشروع المُشاركة المجتمعيّة، يعمل هذا المشروع تحت مظلّة مكتب الخدمات الإنسانيّة (IDAM) في قرى المنيا. ويهدف في الأساس إلى بناء جيلٍ مِن الشّباب المُلتزم يعيش في مجتمعٍ يُعزّز المساواة والسّلام والعدالة الاجتماعيّة. ويدعو المشروع المُشاركين مِن الشّباب إلى معسكرات يجدون فيها مساحة تعليميّة آمنة ليعيشوا تجربةً جديدةً ويلتقوا أصدقاء جددًا ويتبادلوا المعارف، ممّا يؤدّي إلى تطوير قيمهم ومهاراتهم ويُصبحون أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم.
نادي ديدوسيا للحوار في الغربية، أوّل نادٍ حواري في الدلتا يعمل على دمج منهجيّة الحوار وأدواته في المجال الثقافي كي ينشأ مجتمعٌ يتبادَل فيه الشّباب أفكارهم بسلام. لا تُقدّم مبادرة “ديدوسيا” ثقافة الحوار داخل النّادي فحسب، بل أيضًا تتعاوَن مع الأنشطة الطّلابيّة والمنظّمات المدنية.
بُنيان سالم، المعروفة سابقًا بـأجدادنا أمجادنا في الأقصر، بدأت العمل بعد ملاحظة ازدياد السّلوك العنيف بين الأطفال والمراهقين انعكاسًا للعنف الذي تعرضه وسائل الإعلام والدّراما. ويُركّز هدفها الأساسي على إيقاف تلك الظّاهرة بتقديم نماذجَ تاريخيّةٍ كانت تدعو للسّلام وقبول الآخر ليقتدي بها الأطفال.
مدار، مساحة للعمل المشترك والفن، هي مبادرة تدعم الأنشطة الطّلابية والمشروعات الصّغيرة والعاملين المستقلّين والمجتمع المحلي في منطقة حلوان، مِن خلال التدريبات والأنشطة الفنّيّة في وادي حوف. مِن ناحيةٍ أُخرى، تُقدّم مبادرة “مدار” لزائريها مساحات مادّيّة مُتنوّعة لممارسة أنشطتهم الخاصّة في أحضان بيئة خضراء نظيفة هادئة.
على رأي المَثَل، تسعى هذه المُبادرة إلى إيقاف كُلّ أنواع العنف ضد المرأة لا سيما العنف الأسري، وذلك مِن خلال دحض الأمثال والأقوال المتوارثة التي تحرّض على العنف بشكلٍ ما. وتنفّذ مبادرة “على رأي المثل” ورش عمل حواريّة لتوضيح المفاهيم الخاطئة الشّائعة حول قضايا المرأة وإعادة تعريفها.
شاهد هذا الفيديو للتعرّف على جميع المُبادرات.